عقد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اجتماعًا مع السيناتور الجمهوري ماركو روبيو في واشنطن لمناقشة التطورات الأخيرة في غزة، وعلى رأسها جهود تثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق. يأتي هذا الاجتماع في ظل تزايد المخاوف بشأن الانتهاكات المتكررة للهدنة، والوضع الإنساني المتردي في القطاع، بالإضافة إلى بحث الخطط المتعلقة بقوة استقرار دولية محتملة.
وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنه اتفق مع روبيو على مضاعفة الجهود الدبلوماسية للوصول إلى اتفاق دائم يشمل تبادل الأسرى وتحقيق السلام المستدام، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه هذه الجهود بسبب تعقيد الوضع الميداني. وشدد على أهمية الدور الأمريكي في دعم عملية السلام وتوفير الضمانات اللازمة لتنفيذ الاتفاقات.
الجهود القطرية لتعزيز وقف إطلاق النار في غزة
عبر رئيس الوزراء القطري عن قلقه العميق من الانتهاكات المتزايدة لوقف إطلاق النار، واصفًا إياها بأنها تهديد مباشر للاتفاق القائم، وتضع الوسطاء في موقف صعب. وأشار إلى أن هذه الخروقات تقوض الثقة بين الأطراف المتفاوضة، وقد تؤدي إلى تصعيد جديد في العنف، وهو ما تسعى قطر جاهدة لتجنبه.
وأضاف أن قطر تعمل بشكل وثيق مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك إسرائيل وحماس، على معالجة هذه الانتهاكات وضمان التزام الجميع بشروط الاتفاق. كما جددت الدوحة دعوتها إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود، لتلبية الاحتياجات العاجلة للسكان المدنيين.
الحوار الاستراتيجي بين قطر والولايات المتحدة
تزامن اجتماع رئيس الوزراء القطري مع إطلاق الحوار الاستراتيجي السنوي السابع بين قطر والولايات المتحدة، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الحوار يركز على القضايا الاقتصادية والأمنية والسياسية، بالإضافة إلى التحديات الإقليمية والدولية المشتركة.
وبحسب بيان صادر عن مكتب السيناتور روبيو، فقد تم خلال اللقاء بحث فرص تعزيز الشراكة بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، بالإضافة إلى دعم الاستقرار الإقليمي. وأعرب روبيو عن تقديره لدور قطر في دعم جهود السلام والأمن في المنطقة.
خطة القوة الدولية وتحديات تشكيلها
كشف الاجتماع الأمريكي، الذي عُقد عبر تقنية الفيديو، عن خطط لتشكيل قوة استقرار دولية في غزة، كجزء من مبادرة الرئيس دونالد ترامب للسلام. وتعتبر هذه القوة عنصرًا أساسيًا في الخطة، حيث من المفترض أن تساعد في الحفاظ على الأمن والاستقرار في القطاع، وتسهيل عملية الانتقال السياسي.
إلا أن تشكيل هذه القوة يواجه تحديات كبيرة، إذ رفضت العديد من الدول المشاركة في المؤتمر تقديم قوات لها، وفقًا لتقرير نشره موقع “هآرتس” العبري. وتضمنت قائمة الدول الرافضة دولًا من شرق آسيا وأوروبا وآسيا الوسطى، في حين شاركت دول عربية مثل الإمارات والسعودية ومصر والأردن في الاجتماع.
وتركز النقاشات حول هيكل القيادة والقواعد التفصيلية لعمل القوة، مع التأكيد على ضرورة أن تكون مهمتها محايدة وغير منحازة لأي طرف. ويتوقع أن تتولى القوة مسؤولية تأمين المعابر الحدودية، ومنع تهريب الأسلحة، وتدريب قوات الأمن الفلسطينية.
تطورات مستقبلية ووجهات نظر متباينة
من المقرر أن يعقد وسطاء دوليون اجتماعًا قريبًا لمناقشة إطار واضح للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. وستشمل هذه المرحلة تبادل الأسرى، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وإعادة الإعمار، وتشكيل حكومة فلسطينية جديدة.
ومع ذلك، لا تزال هناك اختلافات كبيرة بين الأطراف المتفاوضة حول تفاصيل هذه المرحلة، وخاصة فيما يتعلق بمسألة نزع سلاح حماس. ويطالب بعض الأطراف بنزع سلاح كامل لحماس، بينما يرى آخرون أن ذلك غير واقعي، ويدعون إلى اتخاذ تدابير تضمن عدم استخدامها للأسلحة ضد إسرائيل. الوضع السياسي والأمني في غزة لا يزال هشًا ويتطلب حذرًا وتعاونًا دوليًا مستمرًا لتحقيق السلام الدائم.
يُذكر أنه منذ بدء النزاع في غزة في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لقي أكثر من 70 ألف فلسطيني حتفهم، وأصيب أكثر من 171 ألفًا. وقد أدت الحرب إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية في القطاع، وتفاقم الأزمة الإنسانية.












