في وقتٍ حساس، استضافت الرياض، يوم الاثنين، قمة عربية-إسلامية لمتابعة قرارات القمة الماضية، ومناقشة سبل وقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة ولبنان، وبحث آخر المستجدات في المنطقة.
وجاءت القمة في وقتٍ يشهد فيه العالم أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يواجه المدنيون في غزة ولبنان تدميرًا شاملًا، وسط استمرار القصف الإسرائيلي.
وقد سبق هذه القمة مؤتمرٌ أعلنته المملكة العربية السعودية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي يعد جزءًا من مساعٍ لتشكيل “تحالف دولي” يهدف لدعم حل الدولتين، استكمالًا للجهود العربية-الإسلامية التي انطلقت في الرياض في 11 نوفمبر 2023 بعد 35 يومًا من بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وخلال القمة السابقة، اختلفت الآراء بين الدول المشاركة بشأن قطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع إسرائيل، مما يعكس تعقيد المواقف السياسية في المنطقة.
قادة الدول العربية والإسلامية يتوافدون على الرياض
وشارك في القمة قادة من بينهم: الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس النيجيري لولا أحمد تينوبو، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فقد اعتذر عن الحضور، ليمثل بلاده نائب الرئيس محمد رضا عارف. وأشاد بزشكيان بدعوة المملكة وأكد على أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين.
التدهور الإنساني في غزة ولبنان
وحتى الآن، أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن مقتل أكثر من 43,600 فلسطيني، مع إصابة أكثر من 102,900 آخرين، بينما بلغ عدد القتلى في لبنان أكثر من 3,100، وأصيب 14,000 آخرين. الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة، خاصة، يزداد سوءًا، مما يزيد من تعقيد الأزمة التي يعاني منها المدنيون. كما وصف الرئيس السوري بشار الأسد في كلمته الافتتاحية للقمة بأن “ما قيمة الحقوق عندما لا يمتلك الفلسطينيون حق الحياة؟” مؤكدًا أن “الأولوية اليوم هي لوقف الإبادة والمجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.”
الواقع الدولي وتأثيره
ومن جانبه، أشار نائب الرئيس الإيراني إلى “الدعم اللامحدود من قبل الولايات المتحدة والغرب” والذي وصفه بأنه “كبّل أيدي المجتمع الدولي حيال الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل.” كما أضاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس: أن “المجتمع الدولي فشل في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والاعتداءات مستمرة بفضل الدعم الأمريكي.” في نفس السياق، دعا عباس مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تعليق عضوية إسرائيل في المنظمة ما لم تلتزم بالقانون الدولي.
وأثار القادة العرب والإسلاميون القضايا الإنسانية والسياسية المتشابكة خلال القمة، مع دعوات مستمرة لوقف إطلاق النار الفوري في غزة ولبنان. وفيما تبذل السعودية جهودًا دبلوماسية مكثفة لتشكيل تحالف دولي يوقف هذه الحرب، يبقى السؤال: هل ستتجاوب إسرائيل مع مطالب المجتمع الدولي وتضع حدًا لهذه المأساة الإنسانية؟
الآمال معقودة على وحدة المواقف
ومن جانب آخر، شدد الرئيس التركي على ضرورة “عزل إسرائيل دوليًا ما لم توقف عدوانها على غزة ولبنان”، في حين أكد رئيس وزراء العراق أن “عار الإنسانية سيلاحق كل من أسهم في قتل الأبرياء.” وأعلن أيضًا عن ضرورة إنشاء صندوق لإعادة الإعمار في غزة ولبنان.
ختامًا، تظل قمة الرياض فرصة مهمة لتحقيق تحول ملموس في السياسة الدولية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتأكيد التزام الدول العربية والإسلامية بموقفهم الثابت تجاه حقوق الفلسطينيين وضرورة تحقيق السلام الدائم في المنطقة.