الدوحة – تنطلق غداً الاثنين في الدوحة النسخة الثانية عشرة من القمة العالمية للابتكار في التعليم “وايز”، والتي تركز على مستقبل التعليم في ظل التحديات العالمية المتزايدة. تنعقد القمة تحت شعار “الإنسان أولاً: القيم الإنسانية في صميم النظم التعليمية”، بمشاركة واسعة من الخبراء وصناع القرار والمؤسسات التعليمية من أكثر من 150 دولة، بهدف إعادة تصور دور التعليم في عالم متغير.
تأتي هذه الدورة في وقت يشهد فيه قطاع التعليم تحولاً كبيراً بفضل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مما يستدعي إعادة تقييم الأهداف والوسائل لضمان أن يظل التعليم شمولياً ومنصفاً للجميع. وتركز القمة على استكشاف كيف يمكن للابتكار أن يعزز القيم الإنسانية في التعليم، بدلاً من أن يقوضها.
أجندة القمة ومساراتها الرئيسية
تتضمن أعمال القمة خمسة مسارات رئيسية تهدف إلى تغطية جوانب مختلفة من الابتكار في التعليم. يشمل المسار الأول التركيز على “الإنسان أولاً في مشهد التعليم المتغير”، بينما يركز المسار الثاني على “تحقيق رؤية التعليم التقدمي عبر الابتكار”.
أما المسار الثالث فيستكشف “ثورة المهارات في التعليم العالي والتعلم مدى الحياة”، بينما يهدف المسار الرابع إلى “تحويل الأنظمة التعليمية متعددة القطاعات نحو التغيير الجذري”. ويختتم المسار الخامس بالتركيز على “تعزيز التعليم كمدخل للفرص الاقتصادية وصمود المجتمعات”.
القيم الإنسانية والذكاء الاصطناعي في التعليم
أكد مدير البرامج في “وايز”، أوريليو أمارال، أن القمة تمثل منصة لنقل المعرفة البحثية إلى تطبيقات عملية داخل المدارس والجامعات. وأضاف أن برنامج “المدارس الحاضنة للابتكار” أثبت فعاليته في تطوير أدوات تقييم تلبي احتياجات المدارس الحكومية في قطر.
وتولي القمة اهتماماً خاصاً بدور الذكاء الاصطناعي في التعليم، مع التأكيد على ضرورة استخدامه بطريقة أخلاقية ومسؤولة. كما تناقش القمة التحديات المتعلقة بحماية البيانات وضمان الخصوصية في البيئات التعليمية الرقمية.
مؤسسة قطر والتعليم الشامل
تشارك مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بدور فعال في القمة، من خلال دعم مبادرات تهدف إلى تعزيز التعليم الشامل وتوفير فرص متساوية للجميع. وأوضحت مدير إدارة الإستراتيجية والشراكات في قطاع التعليم العالي بمؤسسة قطر، لولوة النعيمي، أن المؤسسة تدعم أكثر من 300 طالب من 120 جنسية عبر منح وقروض وجوائز “جدارة”.
وشددت النعيمي على أن القبول في جامعات المدينة التعليمية يعتمد على الكفاءة الأكاديمية فقط، وأن المؤسسة تواصل الاستثمار في حلول تعليمية تضمن الشمولية والتنوع. وتسعى مؤسسة قطر إلى تطوير بيئات تعلم أكثر مرونة وتشجيع الشراكات الأكاديمية والبحثية.
التركيز على الفئات الهشة
تولي القمة اهتماماً خاصاً بالفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، مثل الأطفال والشباب المتأثرين بالنزاعات واللاجئين وذوي الإعاقة. وتشارك مؤسسة التعليم فوق الجميع بدور محوري في القمة من خلال قيادة سبع جلسات رفيعة المستوى تركز على دعم التعليم لهذه الفئات.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم فوق الجميع، محمد الكبيسي، إن القمة تمثل فرصة لإبراز كيف يمكن للابتكار والشراكات المحلية أن تغير حياة الأطفال والشباب، خاصة أولئك الذين يعيشون أوضاعاً صعبة. وأضاف أن التعليم ليس مجرد مسار للتعلم، بل هو أساس للكرامة والفرص والتقدم الإنساني.
جائزة وايز ومشاريع الابتكار
ستشهد القمة أيضاً الإعلان عن الفائزين بجائزة وايز للتعليم، والتي تهدف إلى تكريم المشاريع المبتكرة التي لها تأثير إيجابي على التعليم في جميع أنحاء العالم. كما ستعرض القمة مشاريع من برنامج “وايز التسريع”، الذي يدعم المشاريع الناشئة في مجال التعليم.
وتشير الدانة السميط، مسؤولة البرامج في القمة، إلى أن نسخة هذا العام تشهد أكثر من 60 جلسة حوارية، بالإضافة إلى فعاليات أخرى تهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين المشاركين. وتشمل هذه الفعاليات مناقشات حول سياسات استخدام الذكاء الاصطناعي وحماية البيانات في المدارس، وآليات دمج الأدوات التقنية في المناهج.
من المتوقع أن تسفر القمة عن توصيات ومبادرات جديدة تساهم في تطوير قطاع التعليم على المستوى العالمي. وستركز الجهود المستقبلية على متابعة تنفيذ هذه التوصيات وتقييم أثرها على المدى الطويل. كما ستستمر القمة في استكشاف التحديات والفرص الجديدة في مجال التعليم، والتكيف مع التغيرات المتسارعة في العالم.













