في هجوم سيبراني صادم، أعلنت مجموعة القراصنة الإلكترونية الغامضة ShadowBits، في ساعة متأخرة من مساء السبت، عن اختراقها خوادم شركة الاتصالات الإيرانية الرائدة «همراه أول»، وسرقة بيانات شخصية حساسة لأكثر من 30 مليون مشترك، في حادثة تعد واحدة من أكبر التسريبات في تاريخ إيران، وأثار الهجوم موجة من الذعر بين العملاء ودفع الخبراء للمطالبة بتحقيق عاجل.
وفقاً لبيان صادر عن المجموعة عبر قنوات مشفرة، تضمنت البيانات المسروقة أسماء كاملة، أرقام هوية وطنية، عناوين سكنية، تواريخ ميلاد، وتفاصيل اشتراكات الهاتف لملايين المستخدمين، كما ادّعت ShadowBits أنها حصلت على معلومات داخلية تخص موظفي الشركة، ما يزيد من خطورة الاختراق، وحتى الآن، لم تُوضح المجموعة ما إذا كانت ستبيع هذه البيانات في الأسواق السوداء أو تستخدمها لأغراض أخرى، لكن الخبراء يحذرون من احتمال استغلالها في عمليات احتيال أو ابتزاز.
تحقيقات موسعة
ولم تصدر «همراه أول»، التي تُعدّ أكبر مزود اتصالات في إيران، بياناً رسمياً يؤكد أو ينفي الحادثة حتى صباح الأحد، ما أثار استياء المشتركين، حتى أفادت مصادر مطلعة أن الشركة بدأت تحقيقاً داخلياً لتقييم الضرر، وسط دعوات لتعزيز إجراءات الأمن السيبراني، على منصة «إكس» تصدر وسم #همراه_أول التريندات في إيران، وعبّر المستخدمون عن غضبهم من «الإهمال» المزعوم في حماية بياناتهم، مطالبين بتعويضات وحلول فورية.
وتُعرف ShadowBits بهجماتها المتطورة التي استهدفت في السابق مؤسسات حكومية وشركات خاصة في المنطقة، ويُعتقد أن دوافعها تمزج بين المصالح المالية والأجندات السياسية، لكن هويتها الحقيقية لا تزال لغزاً، ويأتي الاختراق في سياق تصاعد الهجمات السيبرانية عالمياً، حيث شهدت السنوات الأخيرة حوادث بارزة مثل اختراق SolarWinds عام 2020، الذي استهدف وكالات أمريكية، وهجوم Colonial Pipeline عام 2021، الذي شلّ إمدادات الوقود في الولايات المتحدة.
أخبار ذات صلة
تحذيرات من جرائم إلكترونية
ويحذر خبراء الأمن السيبراني من أن تسريب بيانات بهذا الحجم قد يؤدي إلى موجة من الجرائم الإلكترونية، بما في ذلك سرقة الهوية والاحتيال المالي، ويُطالبون «همراه أول» بالإفصاح عن تفاصيل الاختراق وتقديم حماية للمتضررين، مثل خدمات مراقبة الهوية، كما تثير الحادثة تساؤلات حول جاهزية البنية التحتية السيبرانية في إيران لمواجهة التهديدات المتزايدة.
وتشير تقديرات دولية إلى أن الجرائم السيبرانية تُكلف العالم تريليونات الدولارات سنوياً، مع تزايد استهداف القطاعات الحيوية مثل الاتصالات والطاقة، حوادث مثل تسريب بيانات Equifax عام 2017، الذي كشف معلومات 147 مليون شخص، واختراق Microsoft Exchange عام 2021، تُبرز الحاجة الملحة لتحديث أنظمة الأمان.