كثيراً ما تظهر الندبات بعد العمليات الجراحية أو الإصابات، مما يؤثر على المظهر الجمالي للجلد. ومع ذلك، يمكن للعناية المناسبة أن تقلل بشكل كبير من ظهور هذه الندبات مع مرور الوقت. يركز الخبراء على أهمية الحفاظ على مرونة الجلد وتقليل الشد لتعزيز عملية الشفاء الطبيعية وتقليل التندب.
أوضح الدكتور شتيفن إيمرت، أخصائي الأمراض الجلدية، أن العناية الفورية بعد الجراحة أو الإصابة أمر بالغ الأهمية. يهدف العلاج المبكر إلى منع الندبات المفرطة وتحسين مظهر الجلد المتضرر. تعتبر تقنيات مثل الضمادات الضاغطة والعلاج بالتبريد والتدليك من بين الطرق الفعالة المستخدمة في إدارة الندبات.
العناية بالندبات: الضمادات الضاغطة وأكثر
أشار الدكتور إيمرت إلى أن الحفاظ على مستوى منخفض من الشد على سطح الجلد أمر ضروري. يمكن تحقيق ذلك باستخدام ضمادة ضاغطة أو ضمادات لاصقة خاصة. غالباً ما يتم استخدام شرائط لاصقة بزاوية 90 درجة على الندبة بعد الجراحة، وتترك لمدة 14 يوماً للمساعدة في تثبيت الأنسجة.
إذا كان الجرح قد التئم تماماً ولم تظهر أي قشور، يمكن استخدام جل خاص أو ضمادات جل لتهدئة الحكة والشعور بالشد. هذه المنتجات تهدف إلى تحسين مظهر الندبة وتخفيف الانزعاج المصاحب لها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد في ترطيب الجلد وتعزيز مرونته.
التبريد كعلاج فعال للندبات
يؤكد الدكتور إيمرت على أهمية العلاج بالتبريد في العناية بالندبات. تتضمن هذه التقنية رش الندبة بالنيتروجين السائل لفترة وجيزة، مما يؤدي إلى تجميد الأنسجة ثم ذوبانها. يساعد التبريد على تليين الندبة وتقليل الشعور بالألم، مما يساهم في تحسين مظهرها العام.
يعمل التبريد على تحفيز الدورة الدموية في المنطقة المصابة، مما يعزز عملية الشفاء. ومع ذلك، يجب إجراء هذا الإجراء بواسطة متخصص مؤهل لتجنب أي آثار جانبية غير مرغوب فيها. تعتبر هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص للندبات الحديثة أو الندبات التي لا تزال حمراء ومنتفخة.
أهمية التدليك في علاج الندبات
أكد نيلس برينجلاند، أخصائي العلاج الطبيعي، على أهمية تدليك الندبة بلطف. يتضمن ذلك الضغط برفق وتحريك الندبة دون شد، مما يدعم نمو الأنسجة الجديدة ويحسن الإحساس بالألم. يمكن أيضاً استخدام أسطوانات التدليك المصممة خصيصاً لعلاج الندبات.
يعمل التدليك على تفتيت الأنسجة الندبية وتقليل التصاقها بالأنسجة المحيطة. يساعد ذلك على تحسين حركة الجلد ومرونته. ينصح بالبدء بالتدليك بعد أن يلتئم الجرح تماماً، وتدريجياً زيادة الضغط والمدة مع مرور الوقت. تعتبر هذه التقنية جزءاً أساسياً من برنامج إعادة التأهيل بعد الجراحة.
أضاف الدكتور إيمرت أن الحكة والحرقان والألم المستمر في الندبات القديمة قد يشير إلى وجود مشكلة. يجب استشارة الطبيب في هذه الحالات، خاصة إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة. ينطبق هذا أيضاً على الندبات التي تبدو بارزة بشكل خاص أو التي تتغير في المظهر. قد تتطلب هذه الحالات علاجات إضافية مثل حقن الكورتيكوستيرويد أو العلاج بالليزر.
في الختام، تتطلب إدارة الندبات اتباع نهج شامل يتضمن العناية الفورية بالجروح، واستخدام تقنيات مثل الضمادات الضاغطة والتبريد والتدليك، ومراقبة أي علامات تدل على وجود مضاعفات. من المتوقع أن يستمر البحث في تطوير علاجات جديدة وأكثر فعالية للندبات في السنوات القادمة، مع التركيز على تحسين مظهر الجلد وتقليل الألم والانزعاج. يجب على المرضى الاستمرار في متابعة أطبائهم للحصول على أفضل النتائج.













