شمال سوريا- تبدي أوساط المعارضة السورية تفاؤلا حذرا من فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة للولايات المتحدة الأميركية، مرجّحة أن تستمر الإدارة الأميركية بالتشدد حيال النظام السوري وحليفته إيران، مع توقع بأن يسفر هذا التشدد عن تحريك الملف السوري سياسيا.
وترفض قيادات المعارضة السورية تعليق الآمال على ما كُشف عن تهديدات ترامب خلال فترة حكمه السابقة بتصفية رئيس النظام السوري بشار الأسد، ويقول ممثلوها إن السياسة لا تُبنى على الأمنيات.
تفاؤل المعارضة
يقول رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى إن التغيرات في الإدارة الأميركية بشكل عام تفتح الباب أمام مقاربة جديدة للملف السوري، وهو ما يجعل المعارضة تتفاءل بأن إدارة الرئيس ترامب ستكون أكثر جدية في التعاطي مع شؤونها.
وقال مصطفى، في حديثه للجزيرة نت، إن الحكومة المؤقتة تأمل بأن تقوم الإدارة الأميركية الجديدة بدعم تطلعات الشعب السوري، والتطبيق الفعال لمواجهة ما وصفه بـ”نظام الكبتاغون..”، وأن تدعم مسارات العدالة والمساءلة، فضلا عن دفع مسار الحل السياسي المعطل نحو الأمام.
وعن تهديد ترامب باغتيال رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال فترة حكمه السابقة، اعتبر مصطفى أن “توقع فعل معين ومحدد ليس القضية الأهم”، مشيرا إلى أن ما يهم المعارضة حاليا هو النهج العام لإدارة الرئيس القادم ومحدداته الرئيسية في الملف السوري، “والتي نتمنى أن تكون فعالة في إنهاء مأساة الشعب السوري وتحقيق الانتقال السياسي”، حسب تصريحه.
وحول التواصل مع الحكومة الأميركية، شدد مصطفى على أن خطوط الاتصال مع واشنطن قائمة، مع الحرص على تطويرها باستمرار لحشد دعم شخصيات مؤثرة لصالح الشعب السوري، والتعاون مع الإدارة الجديدة، وشتى المؤسسات الرسمية والفعاليات المؤثرة على صنع القرار في الولايات المتحدة.
تشدد وحزم
من جهته، استبعد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة حدوث تبدل -على المدى القصير- في السياسات الأميركية الحالية بالضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والقانوني على النظام السوري، مرجحا أن تستمر إدارة ترامب برفض التطبيع مع النظام وعدم رفع العقوبات، وعدم السماح ببدء أعمال إعادة الإعمار قبل تحقيق تقدم في العملية السياسية.
ورأى البحرة في حديثه للجزيرة نت أن السياسية الأميركية قد تكون أكثر تشددا وحزما في تطبيق تلك السياسات، “للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة”، و”هذا قد يفتح الباب أمام احتمالات كثيرة، منها ما قد يؤدي لخلق فرص لتفعيل العملية السياسية الخاصة بسوريا”.
وأعرب البحرة عن اعتقاده ألا يكون الملف السوري بحد ذاته ذا أولية لدى إدارة ترامب، “لكنه دون شك متشابك مع جزء من ملفات دولية وإقليمية أخرى ذات أولوية”، مشيرا إلى أن الأولوية الأولى لدى إدارته ستكون التوصل لحل بخصوص غزة.
الانسحاب الأميركي
وأوضح العقيد مصطفى بكور، المتحدث الرسمي باسم فصيل “جيش العزة”، أن تفاؤل المعارضة السورية بفوز ترامب بالرئاسة الأميركية يأتي من موقفه المتشدد حيال إيران والفصائل التابعة لها، و”محاولاتها التمدد في المنطقة”.
ورأى بكور أن قرارا بمستوى اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد “قد يحدث عندما يرى ترامب أن مصلحة الولايات المتحدة الأميركية تقتضي ذلك، أو عندما يجد من يدفع له الثمن الذي يطلبه مقابل رأس الأسد، فهو رجل أعمال قبل أن يكون سياسيا وكل شيء محسوب لديه بمنطق الربح والخسارة”.
وعن الأنباء التي تواردت عن نية ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا، اعتبر بكور أن الرئيس الأميركي لن يسحب تلك القوات من دون اتفاق مع أنقرة، “لأن ذلك سيفتح الطريق لسيطرة القوات التركية أو الإيرانية وقوات النظام على منطقة شرق الفرات”، على حد تقديره.