بعد فراغٍ رئاسي استمرَّ لأكثر من سنتين، يستعدُّ لبنان لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 9 يناير/كانون الثاني الحالي، وسط ترقّب وتجاذبات سياسية يُخشى أن تعيد بلد الأرز إلى نقطة الصفر. فمن هم أبرز المرشّحين؟
لا يشبه انتخاب رئيسٍ للجمهورية في لبنان أيَّ بلدٍ آخر، لكن يمكن لعملية قيصرية محتملة، مع وصول الأنامل “المباركة” للمبعوث الأمريكي من واشنطن عاموس هوكستين، أن تخلّص البلد من مخاضٍ رئاسي طال أمده، في حال اجتمعت الأطراف الداخلية والخارجية على رجلٍ يقود “المرحلة”.
وبموجب المادة 49 من الدستور اللبناني، يتطلب انتخاب الرئيس في الدورة الأولى أغلبية الثلثين من أعضاء البرلمان، أي 86 نائبًا. وفي حال عدم التوصل إلى انتخاب في الدورة الأولى، يتم الاكتفاء بالأغلبية المطلقة (النصف +1) في الدورات التالية، بشرط اكتمال النصاب بحضور 86 نائبًا.
من بين الأسماء المتداولة كمرشحين محتملين لخلافة الرئيس اللبناني ميشال عون، يبرز جوزيف عون، إلى جانب العديد من الشخصيات البارزة مثل إلياس البيسري، جان لوي قرداحي، جورج خوري، ابراهيم كنعان، زياد بارود، زياد حايك، سمير عساف، فريد الياس الخازن، فريد هيكل الخازن، فريد البستاني، ناصيف حتي، نعمة إفرام، ووديع الخازن، بالإضافة إلى عدد من الأسماء الأخرى التي تسعى للوصول إلى كرسي الرئاسة.
أبرز الأسماء والخلافات حولها
جوزيف عون
في الفترة الأخيرة، رُوِّج لقائد الجيش، جوزيف عون، باعتباره المرشّح الأكثر حظًا فيما وصفته بعض الوسائل الإعلامية اللبنانية بـ”بازار الرئاسة”. إذ يمتلك عون الدعم الغربي وبعض التأييد العربي، وفقًا لما نقله موقع “أكسيوس”، خاصة بعد إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
الياس البيسري
من الأسماء المطروحة على الساحة اللبنانية أيضًا اللواء الياس البيسري، المدير العام للأمن العام بالإنابة. غير أن وسائل إعلام لبنانية، تشير إلى أن حظوظه أصبحت “ضعيفة” بسبب رفض اللجنة الخماسية لوقف إطلاق النار بين بيروت وتل أبيب لاسمه، بحسب جريدة “الأخبار” اللبنانية.
سمير جعجع
جرى الحديث عن أن رئيس حزب القوات، سمير جعجع، الذي كان يحاول جسُّ النبض لترشّحه، كان يعوّل على سقوط اسم قائد الجيش بسبب رفض “الثنائي الشيعي”، المتمثل بحركة أمل وحزب الله، له. إذ قال جعجع في وقت سابق إنه “لا يؤيد وصول عون إلى الرئاسة، ولكنّ وقوف حزب الله وحركة أمل ضده لن يمكن عون من الحصول على الأصوات الـ86 اللازمة لانتخابه”.
غير أن مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله، وفيق صفا، أشار بشكل واضح إلى أنهم “لا يضعون الفيتو على اسم قائد الجيش، لكنّ الفيتو الوحيد هو على اسم جعجع”. مجهضًا بذلك حظوظ جعجع.
سليمان فرنجية
يُعتبر رئيس حزب تيار المردة، سليمان فرنجية، مرشّح الثنائي الشيعي في لبنان، وهو ما سبق وأعلن عنه الامين العام لحزب الله السابق، حسن نصر الله، قبل أشهر من اغتياله.
وقد علّق النائب حسين الحاج حسن على كلام صفا بالقول إن الحزب لم يغيّر موقفه تجاه الاستحقاقات السياسية، وإن تبنّيه سياسة الحياد مع قائد الجيش لا يعني تراجعه عن دعم فرنجية.
وكان لبنان قد حاول خلال 13 جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل وتوقفت هذه الجهود مع بدء المواجهات على الحدود الشمالية مع إسرائيل في الثامن من أكتوبر والتي تدحرجت لتتحول إلى حرب طاحنة.
وبعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الإسراع لانتخاب رئيس جديد للبنان “يجمع ولا يفرق”، مؤكدا تجاوز “لحظة تاريخية هي الأخطر”، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ.
وفي خطاب متلفز، قال بري: “علينا استدعاء كل عناوين الوحدة من أجل لبنان”، لافتًا إلى أن المرحلة الحالية ليست للمحاكمة.