أثار إلغاء البيت الأبيض للمؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيس دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، قبيل وقت قصير من وصول الأخير إلى الاجتماع الاستهجان، ليس على الصعيد العالمي فحسب، بل الإسرائيلي أيضًا، مما يثير تساؤلات حول القضايا الخلافية التي خلفت فتورًا بين الزعيمين المقربين.
1- الإعلان عن مفاوضات مباشرة مع إيران
صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية وصفت عدم ارتياح رئيس الوزراء أثناء اجتماعه مع ترامب، قائلةً إن الأول “ابتلع ريقه وألقى نظرة خاطفة يمينًا ويسارًا، ثم تذمّر وخفض رأسه عندما سمع من الرئيس الأمريكي تصريحًا مفاجئًا بخصوص المفاوضات المباشرة مع إيران“.
وأكدت الصحيفة أن نتنياهو “لم يكن الوحيد الذي فوجئ بالإعلان عن ذلك، إذ إن بعض الشخصيات من الإدارة الأمريكية لم تكن تعرف أن ترامب سيعلن عن المفاوضات مع إيران بحضور نتنياهو”.
ولفتت الصحيفة إلى أن تل أبيب كانت على علم بقيام مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران، تلعب فيها سلطنة عمان دور الوسيط، لكنها لم تكن تتخيل أن الزعيم الجمهوري سيذهب إلى مفاوضات مباشرة مع الجمهورية الإسلامية، فالحديث مع إيران يجب أن يتم “بعد توجيه ضربة قاسية” وليس قبلها، حسبما نقلت عن مصدر مطّلع.
في هذا السياق، نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصدر في الوفد الإسرائيلي قوله إن الصدمة كانت واضحة على وجوه الوفد الإسرائيلي في واشنطن.
وفيما يتم تناول المفاوضات المباشرة بين الخصمين كأمر مسلّم به لمناقشة مستقبل البرنامج النووي الإيراني، كان لافتًا تصريح وزير خارجية طهران، عباس عراقجي، بشأن إصرار بلاده على المضي في الحوار غير المباشر، مما يشكّل تصعيدًا بحد ذاته.
وقالت وكالة “نور نيوز” الإيرانية، إن مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيمثل واشنطن في المفاوضات، بينما سيتوسط وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، ممثلًا طهران في المحادثات التي ستبدأ يوم السبت.
2- إصرار ترامب على فرض رسوم جمركية على إسرائيل
عندما وصل نتنياهو إلى واشنطن من بودابست، تفاخر بكونه “أول زعيم أجنبي” يلتقي ترامب للحديث عن الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة حديثًا.
وكان واضحًا حجم الاهتمام الذي يوليه نتنياهو بهذا الملف، بالنظر إلى اللقاءات الدبلوماسية التي أجراها قبيل اجتماعه بالزعيم الجمهوري.
فوعد زعيم الليكود برفع الرسوم الجمركية البالغة 17% على دولته، قائلًا: “أتمنى أن أتمكن من المساعدة في هذه القضية، هذا هدفي. أنا أول زعيم أجنبي سيلتقي ترامب لمناقشة القضية البالغة الأهمية للاقتصاد الإسرائيلي”.
كما ذهب إلى حد التعهد بإلغاء العجز في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة، الذي ارتفع بنسبة 8.6% ليصبح 7.4 مليار دولار خلال العام الفائت، حسب بيانات الممثل التجاري لواشنطن.
غير أن جهوده لم تسفر عن نتائج ملموسة في هذا الصدد، حسبما نقلت هيئة البث الإسرائيلية.
3- ترامب يحب أردوغان والأخير يبادله الود
في الآونة الأخيرة، اكتسب الحديث عن الخطر من الوجود التركي في سوريا زخمًا على ضوء التطورات الأخيرة في المنطقة، حتى أن بعض الإعلام العبري أشار بوضوح إلى أن تهديد أنقرة حلّ مكان التهديد “الشيعي” المتمثل بطهران.
غير أن تصريحات الزعيم الجمهوري التي قال فيها إنه تربطه علاقة مقربة بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، وأنه طلب من تل أبيب أن “تتصرف بعقلانية لحل أي مشكلة مع أنقرة”، كشفت عن وجود خلاف حيال قراءة الوجود التركي في المنطقة بين واشنطن وتل أبيب.