استنكرت صحيفة «واشنطن بوست» تجاهل العالم الأزمة الإنسانية في السودان خصوصاً بعد «كارثة الفاشر»، وانتقدت العجز الدولي عن إيجاد حل لإنهاء الحرب التي تدخل عامها الثالث على التوالي.
ولفتت إلى أن العالم عرف بكارثة الفاشر منذ أكثر من عام، عندما أصبحت آخر معاقل قوات الجيش السوداني في إقليم دارفور الغربي، ولكن لم يتحرك أحد لمعاناة الشعب السوداني، الذي لا يحظى بما يكفي من الاهتمام.
مجزرة مروعة
وعند سيطرة الدعم السريع، هذا الأسبوع، على المدينة التي لم يبق فيها سوى نحو 250 ألف مدني جائع كانوا يعيشون على الأعشاب وعلف الحيوانات، حسب الصحيفة، تعرض الآلاف لمجزرة مروعة، قتل فيها أكثر من 460 مريضاً وموظفاً داخل مستشفى المدينة.
وتحدثت عن نشر مقاتلي الدعم مقاطع فيديو لأنفسهم وهم ينفذون إعدامات ميدانية بحق مدنيين يتوسلون من أجل حياتهم، حتى إن أحد قادة المليشيا تفاخر بأنه ربما قتل 2,000 شخص.
ولفتت الصحيفة إلى صور الأقمار الصناعية، مؤكدة أنها أظهرت تجمعات لجثث مكدسة فوق بقع دماء ضخمة يمكن رؤيتها من الفضاء، ونقلت عن شهود عيان فروا من المدينة تأكيدهم أن المسلحين كانوا يقتحمون البيوت ويطلقون النار على السكان، بمن فيهم النساء والأطفال.
العبء الأخلاقي للمأساة
وحسب افتتاحية الصحيفة، فإن العبء الأخلاقي لهذه المأساة الإنسانية ثقيل، وإنه كان ينبغي للأمريكيين أن ينتبهوا لذلك؛ بسبب الموقع الإستراتيجي للسودان على البحر الأحمر، وتأثيره على تدفق الطاقة والتجارة الدولية.
ورغم أن إدارة ترمب استدعت ممثلين عن الدعم السريع والجيش السوداني إلى واشنطن يومي الخميس والجمعة الماضيين للضغط من أجل هدنة ثلاثة أشهر، إلا أن ذلك لم يحدث لأن كلا الطرفين يعتقد أنه لا يزال قادراً على الانتصار. وتعتقد الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تستطيع أن تمارس مزيداً من الضغط
ليست أولوية لدى الإدارة
وحذر الكاتب إيشان ثارور، من أن حرب السودان تتخذ منحى مرعباً في الوقت الذي يشيح فيه الرئيس الأمريكي بوجهه عنها، وأكد أن إنهاء أسوأ أزمة إنسانية في العالم لم يكن أولوية الإدارة.
واعتبر أنه لا يوجد حل سهل لإنهاء الحرب في السودان؛ بسبب شبكة معقدة من اللاعبين الخارجيين، إذ ينال الفصيلان المتنازعان، وهما القوات المسلحة السودانية بقيادة اللواء عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) دعماً من قوى أجنبية متشابكة، ويتمسكان بمناطق نفوذهما.
ويعتقد محللون أن الرئيس ترمب قادر على ممارسة ضغط أكبر على حلفائه الذين تجمعه بها علاقات وثيقة، ولكن الكاتب يصر على أنه ليس ثمة أمل في صفقة يقوم بها ترمب تنهي الحرب في السودان.
وانتهى إلى أن مثل هذا الجهد لا يبدو وارداً في الأمد القريب، ولذلك ستستمر مأساة متفاقمة حصدت أكثر من 150 ألف قتيل وشردت ملايين المدنيين.
أخبار ذات صلة













