لقي ما لا يقل عن 25 شخصًا حتفهم وأصيب آخرون في حريق ملهى ليلي مأساوي اندلع في ولاية غوا الهندية، يوم السبت، مما أثار صدمة واسعة في البلاد وأعاد إلى الواجهة مسألة السلامة في المنشآت الترفيهية. الحريق، الذي وقع في قرية أربورا، استهدف ملهى ليلي يقع داخل مبنى تابع لأحد الفنادق، وتسبب في حالة من الذعر والفوضى.
أفادت السلطات المحلية أن الحادث وقع في منتصف الليل، وأن فرق الإطفاء واجهت صعوبات كبيرة في الوصول إلى مكان الحريق بسبب ضيق الأزقة المحيطة. وقد أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن حزنه العميق للحادث، ووعد بالتحقيق في ملابساته.
أسباب الحريق وملابسات الواقعة
تشير التقارير الأولية إلى أن الحريق قد يكون ناتجًا عن انفجار أسطوانة غاز في مطبخ الملهى الليلي. ومع ذلك، قدم رئيس فرقة الإطفاء في غوا رواية مختلفة، حيث أكد أن معظم الضحايا توفوا اختناقًا في الطابق السفلي والمطبخ، وأن استخدام الألعاب النارية قد يكون ساهم في اشتعال الأجزاء الخشبية داخل الملهى بعد أن امتلأ بالدخان.
وأكد رئيس وزراء الولاية، برامود سافانت، أن الحادث “يوم مؤلم للغاية بالنسبة لنا جميعًا في غوا”، مشيرًا إلى أن الضحايا شملوا موظفي الفندق وعددًا من السياح، دون تحديد جنسياتهم بشكل قاطع. وأضاف أن الملهى كان يعمل بدون ترخيص، وأن هذا الإهمال قد يكون ساهم في وقوع الحريق.
إجراءات السلامة المخالفة
أكد المسؤولون أن المنشأة لم تلتزم بقواعد السلامة من الحرائق، وأن السلطات المحلية كانت قد أصدرت أمرًا سابقًا بهدم الملهى بسبب عدم وجود ترخيص رسمي. ومع ذلك، تعطل تنفيذ هذا الأمر بسبب تدخلات غير محددة.
ويُعد هذا الحريق بمثابة تذكير بأهمية تطبيق معايير السلامة في المنشآت العامة، خاصةً في ظل الإقبال السياحي الكبير على ولاية غوا خلال الموسم السياحي.
تأثير الحريق على السياحة في غوا
تعتبر غوا من أبرز الوجهات السياحية في الهند، حيث تستقطب ملايين السياح سنويًا، بمن فيهم السياح من الدول الغربية وروسيا. وقد أثار حريق الملهى الليلي مخاوف بشأن سلامة السياح والإجراءات المتخذة لحمايتهم.
وبحسب البيانات الرسمية، استقبلت غوا أكثر من عشرة ملايين سائح في عام 2024، منهم حوالي 470 ألف سائح أجنبي. ويشكل السياحة جزءًا حيويًا من اقتصاد الولاية، لذا فإن أي حادث يؤثر على صورة غوا كوجهة آمنة يمكن أن يكون له تداعيات اقتصادية كبيرة.
وتشهد الهند بشكل عام ارتفاعًا في عدد الحرائق بسبب هشاشة البنية التحتية وعدم كفاية تطبيق قوانين السلامة. ففي مايو الماضي، قُتل 17 شخصًا في حريق اندلع في مدينة حيدر أباد، وبعد شهر واحد، لقي 15 شخصًا حتفهم في حريق بفندق في كولكاتا.
تحقيقات جارية ومحاسبة المسؤولين
أمر رئيس الولاية بفتح تحقيق شامل لتحديد أسباب الحريق وتقييم مدى الالتزام بقواعد السلامة من الحرائق ولوائح البناء. وأكد أن المسؤولين عن الحادث سيواجهون أقسى العقوبات القانونية، وأن أي إهمال سيُحاسب عليه بصرامة.
من المتوقع أن تستغرق التحقيقات عدة أسابيع، وأن يتم تقديم تقرير مفصل بنتائجها إلى السلطات المختصة. وستشمل التحقيقات فحص تراخيص المنشأة، وتقييم إجراءات السلامة المتبعة، ومراجعة سجلات الصيانة والتفتيش. بالإضافة إلى ذلك، سيتم البحث عن أي شهود عيان أو معلومات إضافية قد تساعد في تحديد ملابسات الحريق.
يأتي هذا الحادث في أعقاب نقاش متزايد حول ضرورة تعزيز إجراءات السلامة في المنشآت العامة، خاصةً في المدن السياحية التي تشهد إقبالاً كبيرًا من الزوار. ومن المحتمل أن تؤدي هذه المأساة إلى مراجعة شاملة لقوانين البناء والسلامة في غوا، وإلى تطبيق أكثر صرامة لهذه القوانين في المستقبل.
المصادر الإضافية • AP











