يندرج الهربس النطاقي ضمن الأمراض الفيروسية الشائعة التي تصيب الأشخاص بعد الإصابة بجدري الماء، وهو ما يثير قلق الكثيرين خاصة مع تزايد الحالات المسجلة. يسببه فيروس الحماق النطاقي، ويمكن أن يؤدي إلى ألم شديد وطفح جلدي مؤلم. وفقًا للمعهد الاتحادي للصحة العامة، فإن فهم أسباب وأعراض وعلاج هذا المرض أمر بالغ الأهمية للوقاية منه والحد من انتشاره.
يحدث الهربس النطاقي عندما يعود تنشيط فيروس الحماق النطاقي، الذي يسبب جدري الماء، في الجسم. يبقى الفيروس كامنًا في الأعصاب بعد الإصابة بجدري الماء، وقد يعاود النشاط بعد سنوات أو عقود، خاصةً مع ضعف جهاز المناعة. تزداد احتمالية الإصابة بالهربس النطاقي مع التقدم في العمر، ولكن يمكن أن يصاب به أي شخص في أي عمر.
الأعراض
عادةً ما يبدأ الهربس النطاقي بأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، مثل الصداع وآلام الجسم والتعب العام. قد يشعر المصاب أيضًا بحكة أو وخز أو ألم في منطقة معينة من الجلد قبل ظهور الطفح الجلدي. تعتبر هذه الأعراض الأولية بمثابة إشارة تحذيرية مبكرة.
يظهر الطفح الجلدي المميز للهربس النطاقي على شكل حزام من البثور الصغيرة المملوءة بالسوائل، وعادة ما يظهر على جانب واحد من الجسم، مثل الصدر أو الظهر أو الوجه. تتطور هذه البثور وتنفجر ثم تتكون قشور صفراء. يجب تغطية هذه البثور لمنع انتشار العدوى.
في بعض الحالات، قد يعاني المصابون من ألم شديد في المنطقة المصابة، حتى بعد اختفاء الطفح الجلدي، وهي حالة تعرف باسم “ألم العصب التالي للهربس”. يمكن أن يستمر هذا الألم لأشهر أو حتى سنوات، مما يؤثر على جودة حياة المريض.
سبل العلاج
يهدف علاج الهربس النطاقي إلى تخفيف الأعراض وتقليل مدة المرض ومنع حدوث مضاعفات. تعتبر الأدوية المضادة للفيروسات هي العلاج الرئيسي، حيث تعمل على تثبيط تكاثر الفيروس وتقليل شدة الأعراض. يجب البدء في تناول هذه الأدوية في أقرب وقت ممكن بعد ظهور الأعراض لتحقيق أفضل النتائج.
بالإضافة إلى الأدوية المضادة للفيروسات، يمكن استخدام مسكنات الألم وخافضات الحرارة لتخفيف الألم والحمى المصاحبة للمرض. كما يمكن استخدام بعض الكريمات أو المراهم الموضعية لتخفيف الحكة والتهيج في المنطقة المصابة. العناية الجيدة بالبشرة وتجنب خدش البثور يساعدان في منع العدوى الثانوية.
الوقاية من الهربس النطاقي أصبحت ممكنة بفضل وجود لقاح فعال. توصي اللجنة الدائمة للتطعيم (ستيكو) في ألمانيا بتلقي هذا اللقاح لجميع الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر، وكذلك للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو حالات طبية مزمنة.
أهمية التطعيم
يساعد التطعيم ضد الهربس النطاقي في تقليل خطر الإصابة بالمرض، وحتى في حالة الإصابة، فإنه يقلل من شدة الأعراض واحتمالية حدوث مضاعفات طويلة الأمد مثل ألم العصب التالي للهربس. يعتبر التطعيم استثمارًا في الصحة والوقاية من المعاناة.
مستقبل مكافحة الهربس النطاقي
تتواصل الأبحاث لتطوير لقاحات وعلاجات أكثر فعالية ضد الهربس النطاقي، بالإضافة إلى استكشاف طرق جديدة لتعزيز جهاز المناعة وتقليل خطر إعادة تنشيط الفيروس. من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة تطورات مهمة في مجال مكافحة هذا المرض، مما يساهم في تحسين صحة ورفاهية المجتمعات. يجب متابعة التوصيات الصحية الصادرة عن الجهات المختصة بشأن التطعيم والوقاية.













