فرنسا تعلن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين: خطوة نحو السلام في الشرق الأوسط
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نية فرنسا الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الجهود لتحقيق سلام عادل ودائم في منطقة الشرق الأوسط. يأتي هذا الإعلان وسط تصاعد التوترات والأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
التزام فرنسي نحو السلام
في بيان نشره على منصة إكس، أكد ماكرون على ضرورة إنهاء الحرب الدائرة في غزة والعمل على إنقاذ المدنيين وتقديم مساعدات إنسانية ضخمة. كما شدد على أهمية نزع سلاح حركة حماس وإعادة بناء غزة، مع السعي لبناء دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بإسرائيل. وأوضح أن تحقيق السلام يتطلب وقفًا فوريًا لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن وتأمين الوضع في غزة.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن بناء دولة فلسطينية يعد خيارًا لا بديل له لتحقيق الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا أن فرنسا ستعمل بالتعاون مع الإسرائيليين والفلسطينيين وشركائها الأوروبيين والدوليين لإثبات إمكانية تحقيق السلام.
تطور تاريخي في السياسة الفرنسية
يُعد إعلان ماكرون تطورًا مهمًا في سياسة فرنسا تجاه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. تقليديًا، دعمت باريس حل الدولتين لكنها امتنعت عن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، معتبرة أن ذلك يجب أن يكون جزءًا من مفاوضات السلام الشاملة. إلا أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة أدت إلى تحول واضح في موقف ماكرون.
وقد أعرب الرئيس الفرنسي عن إحباطه من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة التي زادت من حدة الأزمة الإنسانية هناك، حيث أدى الحصار والقصف المستمر منذ أكتوبر 2023 إلى مقتل أكثر من 56,000 فلسطيني وتشريد الملايين.
موقف دولي متغير
جاء هذا الإعلان بعد سلسلة من التطورات الدولية والإقليمية التي أثرت على الموقف الفرنسي. ففي أبريل 2025، أعلن ماكرون لأول مرة نيته الاعتراف بدولة فلسطين خلال مؤتمر مشترك مع المملكة العربية السعودية كان مقرر عقده في نيويورك. ورغم تأجيل المؤتمر بسبب التوترات السياسية، فإن الالتزام الفرنسي بالمضي قدمًا نحو الاعتراف بقي ثابتاً.
المملكة العربية السعودية لعبت دوراً محورياً كداعم رئيسي للجهود الدولية الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام بالمنطقة. ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة الفرنسية الجديدة بتعزيز الجهود الدبلوماسية المشتركة بين الرياض وباريس لدعم القضية الفلسطينية وتحقيق حل شامل وعادل للصراع القائم.
ردود الفعل الدولية والإقليمية
الاعتراف الفرنسي المرتقب بدولة فلسطين قد يثير ردود فعل متباينة على الساحة الدولية والإقليمية.
- إسرائيل: قد تواجه هذه الخطوة بمعارضة شديدة نظرًا لمواقفها التقليدية الرافضة لأي اعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية دون مفاوضات مباشرة تضمن أمنها ومصالحها الاستراتيجية.
- الدول الأوروبية: يُحتمل أن تلقى الخطوة دعم بعض الدول الأوروبية التي طالما دعت إلى حل الدولتين كوسيلة لتحقيق السلام الدائم بالمنطقة.
- الدول العربية: قد ترحب العديد منها بهذه الخطوة باعتبارها تدعيمًا لحقوق الشعب الفلسطيني ودعماً لمساعي تحقيق سلام شامل وعادل بالمنطقة.
في الختام، يمثل إعلان الرئيس ماكرون خطوة جريئة ضمن سياق الجهود الدولية لحل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي وتحقيق استقرار طويل الأمد بمنطقة الشرق الأوسط المضطربة.
The post ماكرون: فرنسا تدعم اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.