أعلنت الرابطة الاتحادية لأطباء الأنف والأذن والحنجرة بألمانيا أن الحمى الغدية، وهي عدوى فيروسية شائعة، تنتشر بشكل كبير بين الناس، خاصة خلال فترة الشتاء. وتحدث الحمى الغدية بسبب فيروس “إبشتاين بار”، الذي ينتقل بشكل رئيسي عبر اللعاب، مثل التقبيل أو مشاركة أدوات المائدة.
يصيب فيروس “إبشتاين بار” خلايا الأغشية المخاطية في البلعوم الأنفي، ثم ينتقل إلى خلايا الدم البيضاء، مما قد يؤدي إلى انتشاره في العقد الليمفاوية والطحال والكبد. وفي حالات نادرة، يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الجنين عبر المشيمة أثناء الحمل، مما قد يسبب مضاعفات خطيرة.
أعراض الحمى الغدية
تتشابه أعراض الحمى الغدية مع أعراض الإنفلونزا أو التهاب اللوزتين، وتشمل ارتفاع درجة الحرارة، التهاب الحلق وتورم اللوزتين، والتعب الشديد، وتضخم الغدد الليمفاوية، والصداع وآلام في الجسم، وفقدان الشهية، وقد تظهر طفح جلدي، خاصة بعد العلاج بالمضادات الحيوية مثل البنسلين.
يشير الأطباء إلى أن هذه الأعراض قد تستمر لعدة أيام، وقد تتطلب الراحة والنوم الكافي لدعم جهاز المناعة. وتشمل الإجراءات الموصى بها لعلاج الحمى الغدية تناول خافضات الحرارة، وشرب الكثير من السوائل، وتناول أطعمة خفيفة غنية بالفيتامينات، واستخدام محاليل الغرغرة أو أقراص الاستحلاب لتخفيف التهاب الحلق.
مضاعفات خطيرة
تحذر الرابطة الاتحادية لأطباء الأنف والأذن والحنجرة بألمانيا من أن الحمى الغدية قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل تضخم الطحال، الذي قد يزيد من خطر تمزق الطحال، خاصة عند بذل مجهود بدني. وقد يصاب حوالي 10% من المصابين بالحمى الغدية بعدوى عقدية ثانوية، كما قد يحدث التهاب السحايا، أو التهاب عضلة القلب، أو التهاب الكلى، أو التهاب الكبد.
تشير الدراسات إلى أن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة، خاصة أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. ولذلك، ينصح الأطباء بضرورة الراحة الكافية وتجنب المجهود البدني الشديد خلال فترة المرض.
العلاج والوقاية
لا يوجد علاج سببي لفيروس “إبشتاين بار”، ولكن يمكن تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات من خلال الراحة والنوم الكافي، وتناول خافضات الحرارة، وشرب الكثير من السوائل، وتجنب المجهود البدني. كما ينصح الأطباء بزيادة النشاط البدني تدريجيا بعد اختفاء الأعراض، نظرا لأن الطحال قد يظل متضخما لفترة طويلة.
من المتوقع أن يستمر البحث في مجال علاج الحمى الغدية والوقاية منها، خاصة في ظل الحاجة إلى فهم أفضل لآليات انتقال الفيروس ومضاعفاته. وتشير التوقعات إلى أن المزيد من الدراسات ستساعد في تطوير استراتيجيات علاجية ووقائية أكثر فعالية في المستقبل.













