سواء كان المرء يخوض تجربة تسلق جبل أو مغامرة في المناطق الجبلية المرتفعة، فإن النشاط يمنحه شعوراً بالنشاط والإثارة. ولكن هذه التجارب تنطوي على مخاطر صحية غالباً ما يتم التقليل من شأنها، وأبرزها داء المرتفعات. يمكن أن يتسبب الصعود السريع إلى ارتفاعات عالية في مشاكل صحية خطيرة، ويتطلب الأمر اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب هذه المخاطر.
يقول الخبراء إن خطر الإصابة بداء المرتفعات يزداد بشكل ملحوظ على ارتفاع حوالي 2500 متر فوق مستوى سطح البحر. تشمل الأعراض الشائعة الصداع والغثيان والإرهاق والدوار. ووفقاً للتقارير، فإن نسبة المتسلقين الذين يعانون من أعراض داء المرتفعات تختلف باختلاف المنطقة والارتفاع، حيث تصل إلى 21% في بعض المناطق الجبلية في نيبال، و45% إلى 75% في جبل كليمنجارو.
فهم داء المرتفعات وأسبابه
داء المرتفعات هو حالة طبية تحدث نتيجة لانخفاض مستويات الأكسجين في الهواء المحيط مع زيادة الارتفاع. فعلى سبيل المثال، على ارتفاع 5000 متر، تكون مستويات الأكسجين حوالي نصف ما هي عليه عند مستوى سطح البحر. هذا الانخفاض في الأكسجين يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي تتراوح بين خفيفة ومؤثرة.
يؤكد الأطباء أن داء المرتفعات مشكلة صحية خطيرة، ولكنها قابلة للوقاية في معظم الحالات. الطريقة الأكثر فعالية للوقاية هي اتخاذ الاحتياطات اللازمة والتخطيط المسبق للرحلة.
نصائح للوقاية من داء المرتفعات
يوصي الخبراء بالتخطيط الدقيق لرحلة التسلق، والحصول على استشارة طبية قبل السفر، وفحص مسار الصعود بعناية. من المهم أيضاً مساعدة الجسم على التكيف مع مستويات الأكسجين المنخفضة من خلال التدريب على ارتفاعات عالية والنوم على ارتفاعات منخفضة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها أثناء التواجد في المناطق الجبلية:
- الراحة لمدة يوم على الأقل بعد كل ألف متر من التسلق.
- البدء بالتسلق من ارتفاع 2500 متر.
- شرب كميات كافية من السوائل، حيث أن الجفاف يمكن أن يزيد من تفاقم أعراض داء المرتفعات.
وتجدر الإشارة إلى أن زيادة معدل التنفس وضربات القلب هي رد فعل طبيعي للجسم للتكيف مع الارتفاع، ولا تعتبر بالضرورة علامة على وجود مشكلة صحية.
التعامل مع أعراض داء المرتفعات
تشمل العلامات المبكرة لداء المرتفعات الصداع والغثيان والقيء والإرهاق وفقدان الشهية والدوار وصعوبة النوم. إذا ظهرت هذه الأعراض، يجب التوقف عن التسلق والراحة.
عادةً ما تختفي الأعراض خلال يوم إلى ثلاثة أيام بعد التوقف عن الصعود. ومع ذلك، إذا لم تتحسن الأعراض أو تفاقمت، يجب النزول إلى ارتفاع أقل على الفور. في الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري الحصول على مساعدة طبية.
يمكن أن يتطور داء المرتفعات إلى حالات مهددة للحياة، مثل امتلاء الرئتين بالسوائل أو تضخم المخ. لذلك، من الضروري عدم الاستهانة بالأعراض والتعامل معها بجدية.
وفقاً لمعهد الصحة الدولي في مستشفى جامعة شاريتيه في برلين، يمكن أن تساعد بعض الأدوية، مثل الأسيتazolamide والديكساميثازون، في الوقاية من أعراض داء المرتفعات. ومع ذلك، يجب الحصول على هذه الأدوية بوصفة طبية من الطبيب.
في الختام، يتوقع الخبراء استمرار الأبحاث حول أفضل طرق الوقاية من داء المرتفعات وعلاجه. من المتوقع أيضاً زيادة الوعي بأهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل الشروع في رحلات التسلق أو المغامرات في المناطق الجبلية المرتفعة. يجب على المسافرين دائماً استشارة الطبيب قبل السفر والتأكد من أنهم مستعدون بشكل كافٍ للتعامل مع التحديات الصحية المحتملة.













