تتصاعد الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة، مع إعلان قطر عن اجتماع وشيك للوسطاء لمناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق. يأتي هذا في ظل تحذيرات متزايدة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة بشأن الانهيار المحتمل للعمليات الإنسانية في القطاع، وتدهور الأوضاع المعيشية بسبب الأمطار الغزيرة والدمار الهائل. وتواجه إسرائيل ضغوطًا دولية لإزالة العقبات أمام وصول المساعدات الإنسانية.
صرح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بأن الاجتماع المرتقب يوم الجمعة يهدف إلى وضع تصور واضح لكيفية الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، والذي يشمل إطلاق سراح المزيد من الرهائن ووقفًا دائمًا لإطلاق النار. وأكد الشيخ محمد على الحاجة الملحة لتشكيل إدارة فلسطينية مدنية في غزة في أقرب وقت ممكن، مشيرًا إلى أن هناك العديد من العناصر الأساسية في اتفاق إنهاء الحرب لا تزال بحاجة إلى إتمام.
الوضع الإنساني في غزة يتدهور.. والضغط على إسرائيل يتزايد
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء الإجراءات الإسرائيلية التي تعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية، وخاصة قطاع غزة. ووصفت هذه الإجراءات بأنها “إشكالية وتعسفية ومسيسة للغاية”، محذرة من أنها قد تؤدي إلى انهيار كامل للعمليات الإنسانية الضرورية لإنقاذ حياة المدنيين. وتشمل هذه الإجراءات صعوبات في تسجيل المستفيدين من المساعدات وتفتيش الشاحنات بشكل مكثف.
لقد فاقمت الأمطار الغزيرة التي هطلت على غزة في الأيام الأخيرة من معاناة السكان، حيث أدت إلى غرق العديد من الخيام التي تقيمها العائلات النازحة. يعيش آلاف الفلسطينيين في ظروف غير إنسانية، مع نقص حاد في الغذاء والماء والدواء والمأوى. وتشير التقارير إلى أن موجة برد شديدة تهدد حياة الأطفال بشكل خاص.
تطورات ميدانية في الضفة الغربية
بالتوازي مع التطورات في غزة، شهدت الضفة الغربية المحتلة تطورات ميدانية. أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بعودة العشرات من سكان مخيم نور شمس للاجئين إلى منازلهم بعد تهجيرهم منها، وذلك لاستعادة ممتلكاتهم الشخصية قبل قيام الجيش الإسرائيلي بهدم 25 مبنى سكنيًا في المخيم. تأتي هذه الهدمات في سياق عمليات عسكرية إسرائيلية متواصلة في الضفة الغربية.
وقد اعتقلت القوات الإسرائيلية شابين فلسطينيين من بلدة كفر اللبد، شرق طولكرم، خلال مداهمة للبلدة. تستمر الاعتقالات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مما يزيد من التوتر في المنطقة. وتعتبر هذه الاعتقالات جزءًا من سياسة إسرائيلية تهدف إلى ممارسة الضغط على الفلسطينيين.
غزة تواجه تحديات إنسانية غير مسبوقة، مع تزايد المخاوف بشأن انتشار الأمراض بسبب نقص المياه النظيفة والصرف الصحي. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. كما أن الوضع الاقتصادي في غزة متدهور للغاية، مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر.
تتواصل الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن حتى الآن لم يتم تحقيق أي تقدم ملموس. وتشمل هذه الجهود مبادرات من الولايات المتحدة ومصر وقطر والأمم المتحدة. ومع ذلك، فإن العقبات لا تزال كبيرة، بما في ذلك الخلافات حول مستقبل غزة والقدس واللاجئين.
من المتوقع أن يعقد الوسطاء اجتماعهم يوم الجمعة لمناقشة تفاصيل المرحلة الثانية من الاتفاق، بما في ذلك آليات الإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار بشكل دائم. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني سيتمكنان من التوصل إلى اتفاق. ويجب مراقبة تطورات الوضع الإنساني في غزة والضفة الغربية عن كثب، بالإضافة إلى ردود الفعل الدولية على الإجراءات الإسرائيلية.












