بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة تصويت حاسمة يوم الجمعة، يُتوقع أن يُقرّ خلالها إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، وذلك في أعقاب تفعيل كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لآلية “سناب باك” المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015.
وبحسب إعلان الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، ستنعقد الجلسة عند الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت نيويورك (14:00 ت غ)، لبحث مشروع قرار يهدف إلى الإبقاء على الوضع الراهن، أي استمرار تعليق العقوبات. لكن مصادر دبلوماسية مطلعة تؤكد أن المشروع لن ينال الأصوات التسعة المطلوبة من أصل 15 عضواً، ما يعني أن إعادة فرض العقوبات سيتم تفعيلها آلياً فور انتهاء المهلة القانونية.
وفي أواخر آب/أغسطس، أخطرت الدول الأوروبية الثلاث — الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة الأحادي عام 2018 — مجلس الأمن رسمياً بتفعيل آلية “الزناد”، مستندة إلى اتهام طهران بعدم الالتزام ببنود الاتفاق. وبموجب القرار الدولي رقم 2231، الذي يُشكل الإطار القانوني للاتفاق، تُمنح إيران مهلة 30 يوماً لإصلاح الوضع، تنتهي أواخر الأسبوع المقبل.
ماكرون: “إيران لم تقدم ما يكفي”
وفي تصريحات له، توقّع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مقابلة مع قناة تلفزيونية إسرائيلية نُشرت مقتطفات منها الخميس، أن “يعيد مجلس الأمن فرض العقوبات على إيران قبل نهاية أيلول/سبتمبر الحالي”.
وأوضح ماكرون رداً على سؤال حول التوقيت: “نعم، أعتقد ذلك، لأن آخر ما تلقيناه من الإيرانيين لم يكن جدياً”. وأشار إلى أن فرنسا “كانت دائماً طرفاً متطلباً وواضحاً وثابتاً في الملف الإيراني”، موجهاً كلامه للمشاهدين الإسرائيليين: “وأعتقد أن هذا مهم للغاية لبلادكم وشعبكم”.
وشدد على أن “خطر القنبلة النووية في إيران لا يُستهان به، وكذلك القدرات البالستية وزعزعة الاستقرار الإقليمي، لأن الإيرانيين غير واضحين ولا يقدمون التزاماً واضحاً بهذا الشأن”.
وأكد: “هذا موقف أوروبي مشترك، عملت عليه مع زملائنا البريطانيين والألمان. سنعيد تطبيق آلية الزناد”.
الكرة في ملعب طهران: آخر محاولات تجنّب العقوبات
في محاولة أخيرة لتفادي العقوبات، أجرى وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا محادثات هاتفية الأربعاء مع نظيرهم الإيراني، أكّدوا خلالها أنهم ما زالوا بانتظار “خطوات ملموسة” من طهران بشأن برنامجها النووي.
وعقب المحادثات، أشارت الحكومة الألمانية إلى أن “الكرة ما زالت في ملعب إيران”، مؤكدة أن “عرض التمديد المؤقت لرفع العقوبات ما زال مطروحاً، شرط استيفاء إيران لشروط محددة”.
البرنامج النووي: ملفّ لا يهدأ منذ عقود
وبقي البرنامج النووي الإيراني على مدى سنوات محور خلاف مستمر بين طهران والدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تؤكدان أن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران جملةً وتفصيلاً، مؤكدة حقها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية.
وكانت طهران وواشنطن قد باشرتا في نيسان/أبريل محادثات غير مباشرة لتحديد أطر للبرنامج النووي مقابل رفع العقوبات، لكنها توقفت في منتصف حزيران/يونيو، عقب هجوم إسرائيلي على إيران تدخلت فيه الولايات المتحدة عبر قصف ثلاث منشآت نووية.
وعقب الهجوم، علّقت إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبل أن يُتوصل في أيلول/سبتمبر الجاري إلى اتفاق يهدف إلى استئناف هذا التعاون.