شاركت مجموعة الصباح الآثارية الكويتية في افتتاح معرض “شبكات من الماضي: دراسات عن الهند والعالم القديم” في مومباي، الهند، يوم الجمعة. يمثل هذا الحدث الثقافي الدولي خطوة مهمة في تعزيز التعاون بين المؤسسات المتحفية العالمية وإبراز دور الكويت في الحفاظ على التراث الإنساني وتقديمه للعالم. يهدف المعرض إلى إعادة قراءة التاريخ من منظور يركز على الترابط الحضاري عبر العصور.
يأتي تنظيم المعرض، الذي يستضيفه متحف (شاتراباتي شيفاجي المهراج فاستو سانغراهالايا)، كثمرة سنوات من العمل المشترك بين متاحف دولية مرموقة. ويعتبر مبادرة عالمية تهدف إلى تسليط الضوء على التبادل الثقافي والتأثيرات المتبادلة بين الحضارات القديمة، بدءًا من وادي السند وصولًا إلى مصر واليونان والصين.
مجموعة الصباح الآثارية ودورها في إبراز التراث الكويتي
تمثل مشاركة مجموعة الصباح الآثارية، التابعة لدار الآثار الإسلامية في الكويت، جزءًا أساسيًا من هذا المعرض. وقد لاقت القطع الأثرية الكويتية المعروضة استحسانًا كبيرًا من الزوار والخبراء، نظرًا لقيمتها الفنية والتاريخية العالية، وفقًا لتقارير إعلامية هندية.
إعارة قطع فنية نادرة
أعارت مجموعة الصباح الآثارية للمعرض 11 قطعة فنية نادرة، تعكس التبادل الثقافي في العالم القديم. تشمل هذه القطع تحفًا من الهضبة الإيرانية، ووادي الأوكسوس، والعالم الهلنستي، مما يؤكد على التنوع الثقافي الذي تتميز به المجموعة. من بين هذه القطع لوحة مذهبة من حضارة وادي الأوكسوس تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، بالإضافة إلى طبق فضي مذهب من العصر الهلنستي الشرقي.
تتضمن الإعارة أيضًا أواني فضية وزجاجية من شرق إيران، تعود إلى فترات زمنية مختلفة بين القرنين الرابع قبل الميلاد والخامس الميلادي. تُظهر هذه القطع المهارة الفنية العالية للحرفيين في تلك العصور، وتُقدم للزوار فرصة فريدة للتعرف على مراحل تطور الفن في الشرق القديم.
أكد الدكتور محمد الجسار، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، على أهمية دعم المجلس لدار الآثار الإسلامية، واصفًا إياها بـ “سفير للديبلوماسية الثقافية الكويتية عالميًا”. وأشاد الجسار باهتمام وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب، عبدالرحمن المطيري، بدعم هذا الإرث الحضاري.
كما ثمنت الشيخة حصة صباح السالم الصباح، المشرف العام على دار الآثار الإسلامية، هذه المشاركة، مؤكدة أنها تجسيد لرؤية الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، الذي سعى إلى نشر الجمال والفن والتاريخ الإنساني في جميع أنحاء العالم. وتعتبر الشيخة حصة أن هذه المشاركة تعزز الحضور العالمي لدار الآثار الإسلامية ومجموعة الصباح.
تأتي هذه المشاركة في سياق جهود الكويت المتواصلة لتعزيز دورها في المشهد الثقافي العالمي، والمساهمة في الحفاظ على التراث الإنساني. وتشمل هذه الجهود تنظيم المعارض والفعاليات الثقافية، ودعم البحوث والدراسات في مجال الآثار والتاريخ.
بالإضافة إلى المعرض، يشارك الوفد الكويتي في سلسلة من الأنشطة الثقافية والتعليمية في مومباي، بما في ذلك افتتاح مركز نالاندا للتعلم، وتنظيم جولات علمية وحوارية، وزيارات ميدانية. يهدف هذا البرنامج المكثف إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الكويت والهند، وتعميق فهم الجمهور للتراث الإنساني المشترك.
من المتوقع أن يستمر المعرض لعدة أشهر، وسيستقبل أعدادًا كبيرة من الزوار من جميع أنحاء العالم. وستراقب دار الآثار الإسلامية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ردود الفعل على مشاركة الكويت، وتقييم إمكانية تنظيم معارض مماثلة في المستقبل. كما سيتم تقييم أثر هذه المشاركة في تعزيز مكانة الكويت كمركز ثقافي رائد في المنطقة.
تعتبر مشاركة الكويت في هذا المعرض فرصة مهمة لتعزيز التعاون الثقافي مع الهند، وتبادل الخبرات في مجال الحفاظ على التراث الإنساني. ويأمل القائمون على المعرض أن يساهم في تعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات المختلفة، وبناء جسور التواصل بين الشعوب.













