استقبل الشيخ عذبي ناصر العذبي، محافظ الفروانية، قيادات من الاتحاد الوطني للموظفين ونقابات العاملين، وذلك في مكتبه صباح أمس. ناقش اللقاء سبل تعزيز العمل النقابي في الكويت وتطوير بيئة العمل الحكومية، مع التركيز على مواكبة التطور الرقمي. يهدف هذا التعاون إلى دعم الكوادر الوطنية وتحسين الأداء الوظيفي في مختلف مؤسسات الدولة.
ضم الوفد الدكتور خالد حسين البراك، رئيس الاتحاد الوطني للموظفين ورئيس نقابة العاملين بالتعليم العالي، بالإضافة إلى عامر الديحاني، أمين سر رئيس نقابة جهاز حماية المنافسة، وعبدالعزيز الحمد، رئيس لجنة العلاقات العامة في نقابة التعليم العالي. يأتي هذا اللقاء في إطار سعي المحافظة لتعزيز الشراكة مع الجهات النقابية لتحقيق التنمية المستدامة.
أهمية تعزيز العمل النقابي في الكويت
يُعد العمل النقابي ركيزة أساسية في حماية حقوق الموظفين وتحسين ظروف عملهم. تساهم النقابات في تمثيل مصالح العاملين أمام الجهات الحكومية، وتقديم المقترحات التي تهدف إلى تطوير القطاعات المختلفة. وتشهد الكويت اهتمامًا متزايدًا بتفعيل دور النقابات في إطار رؤية “كويت جديدة” التي تركز على تطوير الموارد البشرية.
مواكبة التطور الرقمي في بيئة العمل
أكد المشاركون في اللقاء على أهمية مواكبة التطور الرقمي في بيئة العمل، لما له من تأثير كبير على زيادة الإنتاجية وتحسين جودة الخدمات. يشمل ذلك توفير التدريب اللازم للموظفين على استخدام التقنيات الحديثة، وتطوير الأنظمة والإجراءات الحكومية بشكل يتناسب مع هذا التطور. وتشير تقارير حديثة إلى أن التحول الرقمي يمكن أن يساهم في خفض التكاليف التشغيلية وتحسين الكفاءة في القطاع العام.
كما تناول اللقاء مقترحًا بتعزيز التعاون بين محافظة الفروانية والجهات النقابية، بهدف دعم مبادرات تطوير أداء الكوادر الوطنية. ويشمل ذلك تنظيم ورش عمل وندوات متخصصة، وتقديم الدعم المادي والمعنوي للموظفين المتميزين. وتعتبر المحافظة الفروانية من المناطق الحيوية في الكويت، حيث تضم العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة.
صرح الشيخ عذبي ناصر العذبي بأن زيارات المسؤولين النقابيين ومشاركتهم للأفكار والمبادرات الوطنية تعتبر واجبًا وطنيًا محل تقدير، مشددًا على أن هذه المشاركات تساهم في تحفيز العمل النقابي وتطوير جميع القطاعات لخدمة الكويت. وتأتي هذه التصريحات في سياق حرص الحكومة على الاستماع إلى مطالب الموظفين والعمل على تحقيقها.
وأضاف الدكتور خالد البراك أن اللقاء كان مثمرًا، وأن المحافظ أبدَى تفهمًا كبيرًا لمطالبهم ومقترحاتهم. وأشار إلى أن الاتحاد الوطني للموظفين يسعى إلى بناء علاقات قوية مع جميع الجهات الحكومية، بهدف تحقيق المصلحة العامة. ويعتبر الاتحاد الوطني للموظفين من أبرز المنظمات النقابية في الكويت، ويمثل شريحة واسعة من الموظفين في مختلف القطاعات.
في سياق منفصل، يؤكد خبراء تطوير الموارد البشرية على أهمية الاستثمار في تدريب وتأهيل الموظفين، وتوفير بيئة عمل محفزة للإبداع والابتكار. ويرون أن ذلك يمكن أن يساهم في زيادة الكفاءة والإنتاجية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. ويعتبر التركيز على الكفاءات الوطنية من أهم أولويات الحكومة الكويتية.
ويشهد القطاع الحكومي في الكويت حاليًا جهودًا حثيثة لتطويره وتحسينه، وذلك من خلال تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى رفع مستوى الأداء وتحقيق التنمية المستدامة. وتشمل هذه المشاريع تطبيق نظام الخدمة المدنية الجديد، وتطوير البنية التحتية في مختلف المؤسسات الحكومية، وتوظيف التقنيات الحديثة في تقديم الخدمات. وتسعى الحكومة إلى تحقيق رؤية “كويت 2035” التي تهدف إلى تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي.
وأعرب الضيوف عن شكرهم وتقديرهم للشيخ عذبي ناصر العذبي على حسن الاستقبال واهتمامه الدائم بدعم المبادرات التي تخدم الموظفين والجهات النقابية. وتأتي هذه الإشادة في إطار العلاقات الجيدة التي تجمع المحافظة بالنقابات العمالية. وتعتبر هذه العلاقات من العوامل الهامة التي تساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.
من المتوقع أن تستمر محافظة الفروانية في تعزيز التعاون مع الجهات النقابية، وذلك من خلال تنظيم المزيد من اللقاءات والاجتماعات التي تهدف إلى تبادل الأفكار والمقترحات. كما من المتوقع أن يتم تقديم مقترحات محددة لتطوير بيئة العمل الحكومية وتحسين أداء الكوادر الوطنية. وتعتبر متابعة تنفيذ هذه المقترحات من الأمور الهامة التي يجب مراقبتها في الفترة القادمة.
الخطوات القادمة تشمل تشكيل لجان عمل مشتركة بين المحافظة والنقابات لدراسة المقترحات المقدمة ووضع خطط تنفيذية لها. يُنتظر أن يتم عرض هذه الخطط على الجهات المعنية في الحكومة للحصول على الموافقة عليها، وهو ما قد يستغرق بضعة أسابيع أو أشهر. وسيكون التحدي الأكبر في ترجمة هذه الخطط إلى واقع ملموس وتحقيق النتائج المرجوة.












