قال أدم بوهلر، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الرهائن، إن على مصر والأردن تقديم حلول بديلة إذا كانتا لا ترغبان في استقبال لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة.
جاء ذلك خلال مقابلة مع قناة “إسرائيل 12” يوم الأربعاء، حيث أشار بوهلر إلى أن ترامب “منفتح على الاستماع إلى حلول مختلفة، ولكن يجب أن تكون هذه الحلول واقعية وقابلة للتطبيق”.
وأضاف بوهلر: “إذا لم تقدم مصر والأردن حلاً بديلاً، فماذا سيحدث؟ هل يجب أن تستمر الأزمة إلى الأبد؟ هناك حاجة إلى حل، والرئيس ترامب قدم اقتراحاً يعتقد أنه قد يكون فعالاً. إذا كان لديهم ماهو أفضل، فنحن مستعدون للاستماع”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال في تصريحات صحفية على متن طائرة الرئاسة الأمريكية إنه يرغب في أن “تستقبل مصر والأردن سكان غزة”، مضيفاً أن غزة “موقع تمّ هدمه” وأنه يفضل “العمل مع بعض الدول العربية لبناء مساكن في مواقع مختلفة حيث يمكنهم العيش في سلام”.
وأشار إلى أن نقل سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة قد يكون “مؤقتاً أو طويل الأمد”.
تصريحات ترامب لاقت ترحيباً من قبل اليمين الإسرائيلي المتشدد. إلا أن الفكرة واجهت رفضاً قاطعاً من الجانبين المصري والأردني، بالإضافة إلى إدانة واسعة من المجتمع الدولي، الذي وصفها بأنها “تطهير عرقي”.
رفض عربي ودولي
من جهته، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن “تهجير الشعب الفلسطيني يمثل ظلماً لا يمكن المشاركة فيه”، مشيراً إلى أن مصر ترفض أي مساس بحقوق الفلسطينيين التاريخية، وأضاف السيسي أن “ما يتم تداوله حول تهجير الفلسطينيين لا يمكن قبوله بسبب تأثيره على الأمن القومي المصري”.
وشدّد الرئيس المصري، على أن مصر لن تتنازل عن ثوابت موقفها التاريخي من القضية الفلسطينية. وأضاف أن الحل يكمن في إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جهته أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفادي رفض بلاده القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين، قائلاً: “الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين”. وأكد أن موقف الأردن ثابت ولا يتغير تجاه هذه القضية، مؤكداً رفض بلاده للتهجير.
في السياق ذاته، أدانت السلطة الفلسطينية وحركتا حماس والجهاد الإسلامي اقتراح ترامب، واصفين إياه بأنه “مشروع مرفوض” يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. كما حذرت منظمات حقوقية من أن تنفيذ مثل هذه الخطة سيعني تصعيداً خطيراً في معاناة الشعب الفلسطيني.
جامعة الدول العربية : تطهير عرقي
فيما أصدرت جامعة الدول العربية بياناً اعتبرت فيه أن “التهجير القسري وطرد السكان من أرضهم لا يمكن وصفه إلا بالتطهير العرقي”، مؤكدة أن “محاولات اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، سواء بالتهجير أو الضم أو التوسع الاستيطاني، ثبت فشلها في الماضي”.
وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أية مشاريع” تهدف إلى تهجير سكان غزة خارج القطاع، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني “لن يتخلى عن أرضه ومقدساته”.