ولا يزال السوريون ينتظرون أمام سجن صيدنايا أو ما يطلقون عليه بـ«المسلخ البشري» وينامون في الطريق أو في سياراتهم بانتظار فك شفرة السجن للوصول إلى ذويهم المفقودين منذ سنوات أو إيجاد باب سري جديد، ويهرعون مع سماع أي صوت لسيارات الإسعاف أو سيارات الدفاع المدني.
تحول السجن المحاط بالألغام والذي كان كابوساً في حياة السوريين إلى نافذة أمل للوصول إلى أب أسرة مفقود منذ زمن طويل لا يعلمون عنه شيئاً أو شقيق ربما فقد الذاكرة جراء ما تعرض له من تعذيب.
وقال أحد المتطوعين في الدفاع المدني (القبعات البيضاء): الزحام الكبير يعطل عملنا رغم تمكننا من إطلاق عدد من المعتقلين والمعتقلات وبعضهم جرى نقلهم إلى المستشفى في حالة سيئة، وآخرون فاقدون للذاكرة ولا يعلمون شيئاً عن أسرهم، مشيراً إلى أن السجن الذي كان مربوطاً بأجهزة مراقبة قوية وجرى سرقة السيرفرات والكشوفات في الساعات الأخيرة تحول إلى ظلام.
وقال الدفاع المدني في بيان: السجن كان يضم آلاف الأبرياء الذين اعتقلهم نظام بشار الأسد، وسط اعتقاد بأن بعضهم لم يتمكن من الخروج مع مئات المعتقلين خلال اليومين الماضيين.
وعثر في السجن على أدوت حادة وحبال قوية عليها دماء لشنق وإعدام المعتقلين، إلى جانب الأجهزة المخصصة لعمليات ضرب أقدام السجناء بالكابلات، وبحسب شهادات عدد من السجناء الذين تم إطلاق سراحهم من السجن يتم قتل ما بين 20 إلى 50 شخصاً أسبوعياً.
وقال أحد السجناء في فيديو: كنا نعد عدد القتلى من خلال الصوت الذي يرمى فيه في حوض الناقلة التي تجلب لتحميل جثث القتلى، موضحاً أن السجين لا يستطيع النظر إلى زنزانة صديقة أو يحدد مكانه كون عملية نقلهم تتم و وجوههم مغطاة ويتحركون مثل الأرانب.
وأشار أحد السجناء إلى أن المحاكمات كانت تتم في دقيقتين أو ثلاث ويصدر حكم الإعدام وينقل السجين من زنزانة يتعرض فيها للضرب قبل أن يتم إعدامه وطحن جثته بالمكبس ورش مادة الأسيد على ما تبقى من الأشلاء وإخفاؤها تماماً.
وتوقعت منظمة العفو الدولية أن ما بين 5000 و13000 شخص أُعدموا بين سبتمبر 2011 وديسمبر 2015 في السجن ذاته.