تحدى عشرات الآلاف من المتظاهرين في مسيرة حاشدة عبر جسر هاربور الشهير في سيدني، اليوم (الأحد)، للمطالبة بالسلام وتسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية متفاقمة جراء الحرب المستمرة منذ نحو عامين.
ونظمت المسيرة، التي أطلق عليها «مسيرة الإنسانية» من قبل مجموعة «فلسطين أكشن»، لتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين في غزة، حيث أدت الحرب إلى مقتل أكثر من 60,000 شخص، وفقًا للسلطات الفلسطينية، مع تفاقم نقص الغذاء الذي تسبب في انتشار المجاعة.
شارك في المسيرة أشخاص من مختلف الأعمار، من كبار السن إلى عائلات برفقة أطفالهم الصغار، وحمل العديد منهم أواني الطبخ كرمز للجوع الذي يعاني منه سكان غزة.
وكان من بين المتظاهرين مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج، الذي انضم إلى الحشود التي رفعت الأعلام الفلسطينية وهتفت بشعارات مثل «كلنا فلسطينيون».
وقال دوغ، أحد المتظاهرين في الستينيات من عمره لرويترز: «يكفي ما حدث، عندما يتجمع الناس من جميع أنحاء العالم ويرفعون أصواتهم، يمكن هزيمة الظلم». فيما عبرت ثيريس كورتيس، وهي متظاهرة في الثمانينيات، عن استيائها من قصف المستشفيات في غزة وحرمان الفلسطينيين من الرعاية الطبية الأساسية، مؤكدة أنها تشارك في المسيرة للدفاع عن هذا الحق.
وحاولت شرطة نيو ساوث ويلز ورئيس وزراء الولاية منع المسيرة من العبور عبر جسر هاربور، بحجة أنها قد تشكل خطرًا على السلامة العامة وتعطل حركة المرور، إلا أن المحكمة العليا في الولاية قضت أمس السبت بإجازة المسيرة، مما مهد الطريق لإقامتها.
ونشرت الشرطة مئات من أفرادها لضمان الأمن، داعية المتظاهرين إلى الالتزام بالسلمية.
وفي الوقت نفسه، شهدت مدينة ملبورن مسيرة مماثلة تضامنًا مع القضية الفلسطينية، حيث راقبت الشرطة الحدث عن كثب لضمان السير السلس للتظاهرة.
وتصاعدت الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، حيث أعلنت دول مثل فرنسا وكندا عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فيما أبدت بريطانيا استعدادها لاتخاذ خطوة مماثلة إذا لم تعالج إسرائيل الأزمة الإنسانية ولم تصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأثارت هذه القرارات انتقادات إسرائيلية، حيث اتهمت إسرائيل هذه الدول بـ«مكافأة حماس»، التي تتهمها بدورها بسرقة المساعدات الإنسانية.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز عن دعمه لحل الدولتين، لكنه أدان في الوقت ذاته منع إسرائيل للمساعدات وقتل المدنيين، معتبرًا أن هذه الأفعال لا يمكن تبريرها أو تجاهلها.
ورغم ذلك، لم تعترف أستراليا رسميًا بالدولة الفلسطينية حتى الآن.
أخبار ذات صلة