سلط معرض الكويت الدولي للكتاب الـ 48 الضوء على مسيرة محمد بن الزبير، مستشار سلطان عمان السابق لشؤون التخطيط الاقتصادي ومؤسس “مؤسسة بيت الزبير”، وذلك تكريماً لدوره البارز في إثراء المشهد الثقافي العربي. وقد احتفى المعرض بشخصية بن الزبير خلال جلسة خاصة في “المقهى الثقافي”، بحضور نخبة من المثقفين والمسؤولين من الكويت وسلطنة عمان، مما يؤكد على أهمية هذا التكريم في سياق تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين.
أقيمت الجلسة يوم [أدخل التاريخ هنا] ضمن فعاليات المعرض، وشهدت مشاركة كل من الدكتور عبدالمنعم الحسيني، وزير الإعلام العماني السابق، وطايع جندل، مدير مكتب وزير التجارة والصناعة العماني سابقاً، والدكتور محمد الشحي، المدير العام السابق لمؤسسة بيت الزبير وعضو مجلس أمنائها، والدكتورة منى السليمية، المديرة العامة الحالية للمؤسسة. وقد أدار الجلسة الإعلامي العماني أحمد الكلباني، الذي قدم لمحة موجزة عن حياة وإنجازات المكرم.
مسيرة محمد بن الزبير الحافلة بالثقافة والتنمية
يعتبر محمد بن الزبير شخصية محورية في تاريخ سلطنة عمان الحديث، حيث لعب دوراً رائداً في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. فقد ترأس اللجنة التأسيسية لغرفة تجارة وصناعة عمان، وشغل منصب أول وزير للتجارة والصناعة في السلطنة عام 1974، كما كان عضواً في المجلس الأعلى للتطوير والموارد المالية والطاقة.
دور ريادي في التخطيط الاقتصادي
في عام 1984، عُيّن مستشاراً لسلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد لشؤون التخطيط الاقتصادي، وهي مهمة أسندت إليه نظراً لخبرته الواسعة ورؤيته الثاقبة. وقد أشرف خلال هذه الفترة على العديد من المشاريع التنموية التي ساهمت في تحقيق النهضة العمانية. بالإضافة إلى ذلك، تولى رئاسة عدد من اللجان الوزارية والوطنية، ورئاسة جامعة السلطان قابوس بين عامي 1997 و 2001، مما يعكس ثقة القيادة العمانية بقدراته.
“بيت الزبير”: صرح ثقافي يجسد رؤيته
لم يقتصر عطاء محمد بن الزبير على المجالين السياسي والاقتصادي، بل امتد ليشمل الثقافة والفنون. فقد أسس “مؤسسة بيت الزبير”، التي أصبحت صرحاً ثقافياً رائداً في سلطنة عمان والمنطقة. ووفقاً للدكتور الحسيني، تطور “بيت الزبير” من مشروع صغير إلى مؤسسة ثقافية شاملة تستضيف فعاليات متنوعة على مدار العام، وتجمع مختلف الأطياف الثقافية.
وأشار الدكتور الشحي إلى أن “بيت الزبير” لم يُبنَ بهدف حصر التراث في المتاحف، بل لإخراجه والتفاعل معه، مؤكداً على أهمية الحوار الثقافي الذي يمثله هذا الصرح. من جانبها، أوضحت الدكتورة السليمية أن بن الزبير يتميز بقدرته على تبني الأشخاص والأفكار ورعايتها، مما ساهم في نجاح جميع المشاريع التي شارك فيها.
وتحدث طايع جندل عن نشأة محمد بن الزبير في أسرة عريقة، وتأثير ذلك على تشكيل شخصيته. وأضاف أن بن الزبير عمل بجد لتطوير القطاع التجاري في عمان، من خلال إصدار قوانين مهمة وإنشاء مناطق صناعية، بالإضافة إلى دوره في تطوير الزراعة.
وقد شهدت الجلسة تكريماً رسمياً لـ محمد بن الزبير من قبل الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي، الدكتور محمد الجسار، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس، عائشة المحمود. كما قام بن الزبير بتوقيع نسخ من كتابه الأخير “أوراق لن تسقط من الشجرة.. مذكرات طالب عماني في مدارس الكويت 1954- 1961″، والذي يوثق تجربته كطالب في الكويت، وذلك في حفل توقيع حظي بإقبال كبير من الحضور.
تأتي هذه الاحتفاءات في إطار اهتمام معرض الكويت الدولي للكتاب بتسليط الضوء على الشخصيات الثقافية البارزة في العالم العربي، وتعزيز التبادل الثقافي بين الدول. ويعتبر تكريم محمد بن الزبير خطوة مهمة في هذا الاتجاه، نظراً لمساهماته الكبيرة في إثراء المشهد الثقافي العربي.
من المتوقع أن يستمر معرض الكويت الدولي للكتاب في استضافة فعاليات ثقافية متنوعة خلال الأيام القادمة، وأن يشهد إقبالاً كبيراً من الزوار. ويترقب المهتمون إصدارات جديدة لمؤسسة بيت الزبير، وتطورات أخرى في المشهد الثقافي العماني والكويتي.













