يقترب الموعد النهائي للمفاوضات الهادفة للتوصل إلى اتفاق بشأن التمويل اللازم للحد من الاحتباس الحراري، حيث يواصل المفاوضون في محادثات “كوب 29” حول المناخ، يوم الأربعاء، العمل على حل معضلة مالية تتجاوز تريليون دولار.
وقد تم اللجوء إلى أذربيجان، الدولة المضيفة، لقيادة الجهود من خلال خارطة طريق تم التعهد بالكشف عنها في وقت متأخر من الليل. وفيما تسعى الدول الأكثر تأثراً بتغير المناخ للحصول على 1.3 تريليون دولار للتعامل مع الأضرار والتكيف مع الآثار، يتفق الخبراء على أن كلا الرقمين يتجاوزان بكثير ما عرضته الدول المتقدمة حتى الآن.
نقاط الخلاف الرئيسية
يدور الخلاف بين المفاوضين حول ثلاثة محاور رئيسية: حجم التمويل المطلوب، نسبة المنح مقارنة بالقروض، والدول التي ستتحمل مسؤولية التمويل.
بعد عشرة أيام من المحادثات، وعدت رئاسة مؤتمر “كوب 29” بتقديم مسودة مقترح منتصف الليل بالتوقيت المحلي. وأقرت بأن المسودة ستكون بعيدة عن الحل النهائي وستتطلب اتخاذ العديد من القرارات، لكنها تُعتبر خطوة واضحة إلى الأمام، وفقاً لما قاله كبير المفاوضين يالتشين رافيف.
أوضحت المبعوثة الألمانية الخاصة للمناخ، جنيفر مورغان، أن الخيارات المقدمة يمكن أن تدفع بالعملية نحو مستقبل أخضر ومزدهر أو تغرقها في نزاعات حول الحد الأدنى المشترك.
وأضافت أن الثقة هي العنصر الحاسم في هذه المرحلة، سواء في الرئاسة أو بين الأطراف المختلفة. وأكدت على ضرورة إجراء دبلوماسية واجتماعات مكثفة بين مجموعات التفاوض.
التمويل قيد النقاش
خلال جلسة يوم الأربعاء، استعرض الوزراء تقدمهم في المحادثات. وأشار كريس بوين، وزير التغير المناخي والطاقة في أستراليا، إلى أن المقترحات حول حجم التمويل تتراوح بين 1.3 تريليون دولار التي اقترحتها الدول النامية، وأرقام أخرى مثل 900 مليار دولار، 600 مليار دولار، و440 مليار دولار.
وذكر دييغو باتشيكو بالانزا، رئيس مجموعة البلدان النامية ذات التوجه المماثل، أن بعض المفاوضات تشير إلى مبلغ 200 مليار دولار فقط، وهو ما وصفه بأنه غير كافٍ. من جهته، استنكر أدونيا أيباري، المفاوض الأوغندي الذي يرأس مجموعة الـ77 زائدا الصين قائلاً: “هل هذه مزحة؟”، مؤكداً أن المفاوضات تحتاج إلى رقم رئيسي يبلغ 1.3 تريليون دولار.
وعلى صعيد آخر، أبدى بعض المشاركين تفاؤلاً بشأن التقدم في قضايا أخرى، بما في ذلك التزامات الانتقال من الوقود الأحفوري. وصرح وزير البيئة في جنوب إفريقيا ديون جورج، بأن جميع الأطراف أكدت التزامها بالوفاء بتعهدات مؤتمر دبي العام الماضي. كما أعرب وزير المناخ النيوزيلندي، سيمون واتس، عن تشجيعه للتقدم المحرز في المادة 6، المتعلقة بخفض الانبعاثات من خلال نظام اعتمادات الكربون.
من جهته، قال المبعوث الإيطالي الخاص للمناخ، فرانشيسكو كورفارو، إن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح لكنها تحتاج إلى وقت إضافي. وأشار علي محمد، رئيس مجموعة المفاوضين الأفارقة، إلى أن الدول المتقدمة ملزمة بدعم الدول النامية، لكنه عبر عن إحباطه من غياب الأرقام الواضحة حتى الآن.