كشفت تجربة حديثة عن اختلافات كبيرة في قدرات نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة على بناء ونشر موقع ويب كامل بشكل مستقل. بينما واجهت نماذج أمريكية بارزة مثل شات جي بي تي تحديات في إكمال المهمة دون تدخل بشري، تفوقت نماذج صينية مفتوحة المصدر في تحقيق ذلك في غضون يوم واحد، وفقًا لما ذكرته نشرة “إيه آي رياليست” (AI Realist) البريدية.
أُجريت التجربة على عدة أدوات ذكاء اصطناعي بهدف تقييم قدرتها على إنشاء موقع وظيفي وجذاب دون الحاجة إلى تدخل يدوي في أي مرحلة من المراحل، بدءًا من توليد المحتوى وحتى تصميم الواجهة ونشرها. شملت التجربة نماذج أمريكية وصينية، مع التركيز على الكفاءة والاعتمادية في إنجاز المهمة.
تحديات تواجه نماذج الذكاء الاصطناعي في بناء المواقع
واجهت النماذج الأمريكية صعوبات مختلفة. فالرغم من أن “كلود” استطاع توليد رمز بسيط بلغة HTML، إلا أنه لم يتمكن من إضافة صور إلى الموقع. وقد أظهرت أداة “جيميناي” قدرة على تصميم موقع أنيق، إلا أنه كان يفتقر إلى العناصر التفاعلية الأساسية، مما جعله أشبه بصورة ثابتة متحولة إلى موقع.
أما “شات جي بي تي”، فقد أنتج موقعًا بسيطًا للغاية، يفتقر إلى التفاعل ويشبه إلى حد كبير صفحة واحدة من موسوعة. وبالتالي، يتطلب الموقع الناتج تعديلات كبيرة ليكون قابلاً للاستخدام الفعلي وتقديم تجربة مستخدم مرضية. هذه النتائج تشير إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم المواقع يتطلب حاليًا مستوى من الخبرة البرمجية لتعويض النقص في القدرات الذاتية لهذه الأدوات.
الأداء المتميز للنماذج الصينية
على النقيض من ذلك، أظهرت النماذج الصينية مفتوحة المصدر، “ميني ماكس” (MiniMax) و”كيمي كيه 2″ (Kimi k2)، أداءً أفضل بكثير. تمكنت هذه النماذج من إنشاء مواقع ويب كاملة الوظائف، تتضمن صورًا تفاعلية، ونماذج لجمع البيانات، ومحتوى جذاب، دون الحاجة إلى تدخل بشري. هذا النجاح يثير تساؤلات حول التقدم السريع الذي تحرزه الشركات الصينية في مجال تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
يعزو بعض الخبراء هذا التفوق إلى التركيز الأكبر على البيانات المفتوحة المصدر، والاستثمار الضخم في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، والمرونة في تطوير النماذج بما يتناسب مع احتياجات السوق. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الاختلاف في الأساليب البرمجية المستخدمة في بناء هذه النماذج عاملاً مؤثرًا في أدائها.
الآثار المترتبة على مستقبل تطوير الويب
توضح هذه التجربة أن الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولى فيما يتعلق ببناء مواقع الويب بشكل كامل ومستقل. على الرغم من قدرته على توليد بعض العناصر الأساسية، مثل النصوص والصور البسيطة، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى إشراف بشري لضمان الجودة والوظائف الكاملة. وهذا يفتح الباب أمام فرص جديدة للمطورين والمصممين للاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي كأدوات مساعدة، وليس كبدائل كاملة.
من المرجح أن يشهد العام القادم تطوراً ملحوظاً في قدرات نماذج الذكاء الاصطناعي في مجال تطوير الويب. يتوقع أن تركز الشركات على تحسين قدرات النماذج على فهم التعليمات المعقدة، وإضافة العناصر التفاعلية، وتوليد محتوى عالي الجودة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن نشهد ظهور أدوات جديدة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتبسيط عملية بناء المواقع وجعلها في متناول الجميع.
مع استمرار التطور السريع في هذا المجال، من المهم متابعة التحديثات والابتكارات الجديدة لتقييم إمكانية دمجها في عملية تطوير الويب. سيكون من المثير للاهتمام مراقبة كيف ستتعامل الشركات الأمريكية مع هذه التحديات، وما إذا كانت ستتمكن من اللحاق بالتقدم الذي تحرزه الشركات الصينية في هذا المجال.













