بقلم: يورونيوز
نشرت في •آخر تحديث
أفاد مكتب النائب العام في إسرائيل، اليوم، بأنه وجّه اتهامات لمواطنين إسرائيليين اثنين بارتكاب أعمال تجسس استخباراتية لصالح عملاء إيرانيين.
وبحسب ما أعلن مكتب الادعاء العام، فإن أحد المتهمين تم تجنيده من قبل عملاء إيرانيين عبر منصة “تليغرام”، بينما دُعي الثاني للانضمام إلى خلية استخباراتية تعمل لحساب طهران.
وقبل أيام، قالت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، إن المعتقلين هما روعي ميزراحي وألموغ أتياس، من سكان بلدة نيشر جنوبي حيفا، وتم اعتقالهما نهاية أبريل 2025 بشبهة تنفيذ مهمات استخباراتية لصالح إيران، تتضمن جمع معلومات حول مواقع ذات أهمية أمنية.
وأشارت التقديرات الأولية إلى أن المتهميْن خططا لتركيب كاميرات مراقبة على الطريق المؤدي إلى منزل وزير الدفاع يسرائيل كاتس في موشاف كفار أحيم، لكنهما فرا دون تنفيذ العملية بعد أن لاحظا وجود سيارة أمنية تابعة للشاباك في المنطقة.
وحسب المعلومات الاستخبارية، كانت هذه الخطوة تدخل ضمن خطة أوسع يُعتقد أنها تستهدف شخصياً أمنياً رفيعاً، وربما تصل إلى محاولة اغتيال.
ويُعد روعي ميزراحي العنصر المحوري في القضية، حيث يدّعي أنه طالب في علوم الحاسوب في معهد التخنيون – إسرائيل للتكنولوجيا. وقد انخرط في اتصالات مع العناصر الإيرانية على الإنترنت عبر مجموعة دردشة تُعرف باسم “سوينغر”، حيث تلقى فيما بعد اتصالاً عرض عليه “عملاً من المنزل”، ليكتشف لاحقاً أن الجهات التي تتواصل معه هي إيرانية.
شملت المهام التي أوكلت إليه في البداية تصوير محيط منزله، وتوثيق لوحة مبيعات في وكالة سيارات، وحرق مذكرة تحتوي على رسالة مناهضة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ومع مرور الوقت، زادت تعقيد المهام، بما فيها جمع معلومات عن مؤثرين على موقع “إنستغرام”.
ولاحظت السلطات تحولاً خطيراً في طبيعة الأنشطة، عندما طلب منه شراء كاميرات مزودة ببطاقة SIM لنقل الفيديوهات بشكل آني، وتركيبها في مناطق مكتظة في حيفا، ثم تسليم السيطرة عليها إلى مشغليه الإيرانيين.
وقد ضم ميزراحي إلى عملياته صديقه من الطفولة، ألموغ أتياس، الذي كان يعاني أيضاً من ديون مالية كبيرة، وهو يعمل ساعياً لدى شركة “فولت”. وقد اشترك الاثنان في مخطط تركيب كاميرات جديدة في منطقة كفار أحيم، بهدف التجسس على تحركات منزل وزير الدفاع.
كما كشفت التحقيقات أن المتهمين قاما بنقل حقيبة مدفونة من مكان إلى آخر، والتي كانت تحتوي، حسب علمهما، على عبوة ناسفة، وذلك بتعليمات مباشرة من المشغلين الإيرانيين.
وقد استأجر ميزراحي سيارة لهذا الغرض، وسافر إلى كريات ملاخي، وأنهى المهمة خلال يوم واحد، قبل أن يتم اعتقاله.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أن الدافع الرئيسي وراء تعاون الرجلين مع العملاء الإيرانيين هو المال، وخاصة بسبب الديون الكبيرة الناتجة عن القمار.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن جهاز الشاباك أحبط منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، 20 قضية تجسس لصالح إيران، وتم تقديم أكثر من 30 لائحة اتهام في هذا السياق.
وأكد مصدر أمني أن هذه الحادثة تضيف بُعداً جديداً إلى سلسلة محاولات متكررة من قبل أجهزة استخبارات أجنبية لتجنيد إسرائيليين لتنفيذ مهام ضارة بأمن الدولة.