لم تكن موزة الصريدي«أم راشد» تتوقع حينما غرست أولى بذراتها في عام 2018، أنها ستنتج ذات يوم أكثر من 200 صنف من الخضروات والفواكه والزهور النادرة في حديقة منزلها التي لقبتها بـ«حديقة السعادة»، بعد البداية المتواضعة لها في مشوار الزراعة.
والتي بدأت ببذرات بسيطة في إحدى زوايا «حوش» بيتها المتواضع، مؤكدة عشقها للطبيعة والأجواء الريفية الأوروبية، كونها قضت سنوات دراستها الأولى في منطقة ريفية باسكوتلندا، ما جعلها تتأثر بها.
وتروي «أم راشد» لـ«البيان»، أن البداية كانت تحدياً وعشقاً ورغبة شديدة لإنتاج طعام البيت والأسرة الذي كانت معظم أصنافه تستورد من الخارج، حيث وضعت أولى بذراتها في «حوش» بيتها الذي أثبت للجميع، أنه قادر على إنتاج المحاصيل بالعزم والإرادة.
وأضافت إنها استمرت في زراعة باحة بيتها لإطعام أولادها وعائلتها، وأخذت ترسل المنتجات لجيرانها بهدف تشجيعهم على الزراعة لتأمين احتياجاتهم من الخضروات التي يأكلونها، مشيرة إلى أن المنتجات بدأت تتزايد وأصبحت قادرة على تحقيق الاكتفاء للبيت دون الحاجة لشراء الخضروات من السوق، موضحة أن تلك الزراعة من دون معدات ولا إضافات ولا مواد كيميائية.
زهور نادرة
وتهتم أيضاً بشكل كبير بزراعة أنواع مختلفة من الزهور النادرة وتهيئ لها الظروف الملائمة من درجة حرارة ورطوبة وإضاءة وتشتري أفضل أنواع بذور الزهور وتختارها بعناية من داخل الدولة ومن بعض الدول الخليجية والأوروبية التي تسافر إليها بصحبة عائلتها.
وتصنع موزة من هذه الزهور باقات تضعها في مزهريات البيت وتهدي شيئاً منها لأقاربها وأصدقائها في المناسبات، والبعض الآخر تقوم بتجفيفه وتستخدم جزءاً من الزهور الصالحة للطعام، في السلطات وصنع الحلويات والكب كيك.
أحواض مستدامة
وتتجه أم راشد لزراعة زهرة «اليوستوما» بكثرة لعشقها لهذه الزهرة تحديداً إلى جانب العديد من الأنواع الأخرى، حتى لقبها أهلها وصديقاتها بـ«ملكة اليوستوما».
كما أنها تقوم بمعاونة زوجها بصناعة أحواض زراعية معدنية مستدامة تدوم أكثر من 20 عاماً، فهي ضد التآكل والصدأ ومقاومة للماء والرطوبة وصالحة للزراعة العضوية، ومطلية بطبقة صديقة للبيئة عبارة عن مزيج بين الزنك والماغنيسيوم، وحازت على براءة اختراع لهذه الأحواض هي وزوجها من دائرة الزراعة الأمريكية.
دكتورة زراعية
الطريقة التي اتبعتها أم راشد في الحفاظ على صحتها وصحة أبنائها تعتبر نموذجاً يحتذى، من أول انتقاء أصناف الخضروات التي تضم الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الكاملة، وصولاً إلى مغذيات النباتات والمبيدات التي تكافح بها الآفات، وهو ما يجعلها امرأة ناجحة حققت التميز في الزراعة وتستحق التقدير.
كما أنها أصبحت تمتلك رصيداً ضخماً من المعلومات القيمة عن الزراعة وفوائدها، وطرق زراعتها، وأنواعها المتعددة، وهي تستحق لقب دكتورة زراعية وبجدارة.
مزرعة السعادة
وتطمح أم راشد في إنشاء مزرعة للزهور على الطراز الريفي الأوروبي مستندة على أسس تجسد الاستدامة تحت مسمى «مزرعة السعادة»، وتشجع المزارعين الإماراتيين على الاتجاه لزيادة الرقعة الخضراء في بيئة دولتنا الغالية التي تبذل قصارى جهدها في بناء وطن وأرض بأعلى المعايير.