بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
اعلان
أعلن وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، خلال دورتهم الاستثنائية الـ21 التي انعقدت في جدة الاثنين، رفضهم القاطع لأي مخططات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني، وحمّلوا إسرائيل “بصفتها القوة القائمة بالاحتلال” المسؤولية الكاملة عن “الجرائم المرتكبة في غزة والضفة الغربية”، مؤكدين أن “ما يجري من إبادة جماعية وحصار وتجويع ومصادرة أراضٍ، يرتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
مركزية القضية الفلسطينية
جدد البيان الختامي الصادر عن الاجتماع التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حق تقرير المصير وعودة اللاجئين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
كما شدد على “أهمية دعم المسار القانوني أمام محكمة العدل الدولية بشأن انتهاك إسرائيل لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948”.
وأدان البيان بشدة “العدوان الإسرائيلي المتواصل، بما يشمل الاستهداف المنهجي للبنية التحتية المدنية في غزة، وتدمير شبكات الإمداد الغذائي والمياه والخدمات الطبية”، واعتبر ذلك “استخداماً ممنهجاً للتجويع كسلاح حرب”.
كما حمّل إسرائيل “المسؤولية الكاملة عن المجاعة غير المسبوقة التي يشهدها القطاع“، داعياً إلى فتح جميع المعابر بشكل عاجل وغير مشروط لإدخال المساعدات الإنسانية.
وأدان الوزراء كذلك “اغتيال الصحافيين والإعلاميين في غزة،” واعتبروها “جريمة حرب جديدة ضمن سلسلة الانتهاكات الممنهجة ضد الإعلام”.
الموقف من الاستيطان والتهجير
رفض المجلس خطط إسرائيل لفرض سيطرة عسكرية كاملة على غزة، وأي محاولات لفرض أمر واقع بالقوة أو تهجير الفلسطينيين تحت أي مسمى.
كما أدان بشدة “سياسات الاستيطان غير الشرعي، وآخرها المصادقة على بناء 3400 وحدة استيطانية في منطقة “E1” بالقدس المحتلة”، معتبراً ذلك “سعياً لتغيير الطابع الجغرافي والديمغرافي وتقويض حل الدولتين”.
الجهود الدبلوماسية والتسوية السلمية
أشاد البيان بالجهود المبذولة من مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى، باعتبارها مدخلاً إنسانياً أساسياً.
كما دعا إلى تنفيذ مخرجات مؤتمر نيويورك رفيع المستوى للتسوية السلمية، الذي انعقد برئاسة السعودية وفرنسا في يوليو 2025، بما تضمنه من إجراءات عاجلة وجدول زمني لإنهاء الحرب في غزة.
تحذيرات ومسؤوليات دولية
حذر البيان من “تصاعد إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية“، ودعا إلى “تمكين السلطة الفلسطينية من ممارسة مسؤولياتها الكاملة في الحكم والأمن”.
كما طالب المجتمع الدولي بتحمّل “مسؤولياته القانونية والسياسية والإنسانية، ووقف السياسات الإسرائيلية العدوانية، والتعامل بجدية مع إعلان الأمم المتحدة بشأن المجاعة الرسمية في قطاع غزة”.
وألقى مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، خطابًا حاد اللهجة قال فيه إن إسرائيل “تسعى لفرض سيطرة عسكرية كاملة على قطاع غزة، وإطالة أمد الحرب، ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة”، مضيفًا أن الحكومة الإسرائيلية “تكرر ذلك علنًا، وتثبت يومًا بعد آخر أنها لا تكترث بمصير الأسرى أو بالقرارات الدولية”.
وقال منصور في كلمته: “إن إفلات إسرائيل من العقاب هو ما دفعها إلى الجنون. فالحكومة الإسرائيلية تمضي في تنفيذ مشروعها التوسعي، بل إن رئيس وزرائها لم يتردد في الحديث عن تحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وهو ما يجب أن يُدان بأشد العبارات.” بحسب تعبيره
وأضاف السفير الفلسطيني أن مواجهة هذا “المخطط غير القانوني وغير الأخلاقي” لا يمكن أن تُختزل في بيانات تنديد، بل تتطلب تعبئة كل الأدوات السياسية والقانونية والدبلوماسية لوقفه.
وشدد منصور على أن إسرائيل “لا تعبأ بميثاق الأمم المتحدة أو القانون الدولي أو القرارات الأممية إلا إذا اقترنت بالمساءلة والعقوبات”، داعيًا الدول الأعضاء إلى تحويل الإدانات إلى خطوات عملية من شأنها تعزيز صمود الفلسطينيين في أرضهم وإنهاء معاناتهم.
وأشاد المندوب الفلسطيني بمواقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ولا سيما تحذيراته الأخيرة من المجاعة في غزة، ودعوته لوقف فوري لإطلاق النار، واصفًا إياه بأنه “من الأصوات الشجاعة التي ترفض الإبادة الجماعية والتجويع”.
كما كشف منصور أن الجانب الفلسطيني قدّم خططًا ومقترحات وتعاون مع جميع المبادرات الرامية إلى إنهاء الحرب، لكنه شدد على أن المرحلة الحالية تتطلب تحركًا جادًا “بما في ذلك تحت الفصل السابع من ميثاق مجلس الأمن”، لحرمان إسرائيل من الاستمرار في حربها، ومحاسبتها على “جرائمها”، ونشر قوة حماية دولية عاجلة لإنقاذ الشعب الفلسطيني.
واختتم منصور بالقول: “إن أفعالنا اليوم ستحدد مصير ملايين البشر غدًا – على الأقل بالنسبة لأولئك الذين سيظلون أحياء حينها.”
وقالت الخارجية التركية في بيان أمس الأحد إن الاجتماع يبحث الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وقرار إسرائيل توسيع عملياتها في غزة.
والشهر الجاري، نددت منظمة التعاون الإسلامي في بيان مشترك مع المجموعة العربية بالأمم المتحدة بإعلان إسرائيل عزمها احتلال كامل قطاع غزة، واعتبرته “تصعيدا خطيرا وغير مقبول”، داعية إلى السماح الفوري بدخول المساعدات إلى القطاع.
وشهدت مدينة جدة السعودية الاثنين اجتماعًا استثنائيًا لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، خُصص لمناقشة تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وتصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع المحاصر بما فيها خطة احتلال مدينة غزة.
وعقد الاجتماع برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان رئيس الدورة الحالية لمجلس المنظمة التي تضم 57 دولة.