دعا قادة ألوية الجيش الإسرائيلي العاملة في الضفة الغربية إلى إعادة استخدام الاعتقالات الإدارية ضد المستوطنين المتطرفين بعد أن غدت المنطقة عرضة لانفجار كبير جراء تماديهم و”عربدتهم” بتشجيع من جهات حكومية وعسكرية إسرائيلية. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت”، انتقلت “عربدة” المستوطنين من مرحلة “زعران التلال” إلى “برابرة التلال”، مما أثار مخاوف من فوضى أمنية في المنطقة.
في اجتماع خاص عقده رئيس الأركان إيال زامير مع قادة الألوية في فرقة الضفة، طلبوا منه التدخل فورا وإعادة استخدام أوامر الاعتقال الإداري التي ألغاها وزير الدفاع إسرائيل كاتس بضغط من سياسيين من حزبي الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. ويعترف بعض قادة الجيش بأن موجة العنف الحالية التي ينفذها المستوطنون تنبع أيضا من دوافع انتقامية داخل المؤسسة العسكرية.
تشجيع شارون
يرى مراقبون أن تشجيع المستوطنين بدأ منذ عهد رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون، الذي شجع على احتلال تلال الضفة الغربية. وقد تطور الأمر من “صبية التلال” إلى “زعران التلال” ثم إلى “برابرة التلال”، وهم جماعات متطرفة تستخدم العنف ضد الفلسطينيين والجنود والمدنيين الإسرائيليين على حد سواء.
أشار تقرير “يديعوت أحرنوت” إلى أن “برابرة التلال” يتصرفون كالمجرمين، ولا يعترفون بالقانون أو المؤسسات، ويتسمون بالعنف المفرط. وقد شنوا هجمات على جندي في بؤرة استيطانية في بنيامين، وأحرقوا سيارته بينما كانت زوجته وطفله في البيت.
مستوطنون مصدومون
يعبر مستوطنون عن صدمتهم من أفعال “برابرة التلال”، ويشيرون إلى أن العنف لم يعد مقصورا على الفلسطينيين، بل أصبح يهدد اليهود أنفسهم. ويتساءل أحد الشخصيات المعروفة في المستوطنات عن كيفية السماح لهؤلاء الشباب المتطرفين بالتصرف بهذه الطريقة.
أفاد تقرير “يديعوت أحرنوت” بأن الشرطة لم تبذل جهدا كبيرا للتحقيق في الجرائم التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون، خاصة منذ تعيين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. وقد أدى ذلك إلى زيادة جرأة هؤلاء المتطرفين في التصرف بحرية ومن دون رادع.
جريمة مؤدلجة
وصف ضابط شرطة رفيع المستوى “برابرة التلال” بأنهم مجرمون يسبغون أيديولوجية على أفعالهم الإجرامية. وأشار إلى أنهم يرتكبون جرائم مختلفة، بما في ذلك السطو والتخريب، ضد الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
من المتوقع أن تتخذ السلطات الإسرائيلية إجراءات قريبا لوقف أفعال “برابرة التلال”، لكن التحديات السياسية والأمنية قد تعيق هذه الجهود. وسيبقى الوضع في الضفة الغربية متوترا إلى أن يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف العنف المستمر.













