أوضح وزير التربية والتعليم في الحكومة السورية الانتقالية، نذير القادري، أن المناهج الدراسية في جميع أنحاء البلاد لم تتغير بعد، في انتظار تشكيل لجان مختصة لمراجعتها. ومع ذلك، أكد أنه تم حذف المواد التي تمجّد نظام الأسد واستبدال صور العلم الرسمي بعلم الثورة في جميع الكتب، وفقًا لما نقلته “سانا”.
وأضاف القادري أن التعديلات المعلنة تهدف إلى تصحيح المعلومات “المغلوطة” التي كانت تُدرّس في عهد نظام الأسد، لا سيما في مادة التربية الإسلامية. وشمل ذلك تصحيح الشروح الخاطئة لبعض الآيات القرآنية لتتفق مع كتب التفسير للمراحل الدراسية كافة، بحسب تصريحاته لوكالة الأنباء السورية “سانا”.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متفاوت مع الخبر، بعد أن نشرت “سانا” وصفحة وزارة التعليم على فيسبوك نسخة من التعديلات المقترحة بموجب تعميم القادري.
وشملت هذه التعديلات عدة مواد من الصف الأول حتى الثالث الثانوي، وهو ما اعتبره البعض تجاوزًا للقانون، حيث رأى النشطاء أن حكومة تصريف الأعمال لا تملك الصلاحية لاتخاذ قرارات جديدة.
ما هي أبرز التعديلات؟
تداول الناشطون صورة للتعديلات، التي تضمنت ثلاثة محاور رئيسية:
- اعتماد علم الثورة بدلًا من العلم القديم.
- استبدال عبارة “الاحتلال العثماني” بعبارة “الحكم العثماني” في جميع النصوص.
- حذف مادة التربية الوطنية بالكامل.
في المقابل، أثارت تعديلات أخرى انتقادات حادة، حيث وصفها البعض بأنها “ذات توجه إسلامي”. ومنها:
- حذف درس “أصل التطور والحياة” الذي يتناول نظرية التطور من منهاج الصف الثالث الثانوي.
- حذف فقرة تناقش تطور الدماغ بالكامل من أحد الدروس.
- استبدال بعض الجمل ذات الطابع العلماني بعبارات دينية، مثل حذف عبارة “عطاء الطبيعة” واستبدالها بـ”عطاء الله”.
- تغيير عبارة الصراط المستقيم طريق الخير إلى “طريق الإسلام”.
- تغيير المغضوب عليهم، الضالين إلى ابتعدو عن طريق الخير بـ “اليهود والنصارى”.
- استبدال الشجاع الذي يدافع عن تراب الوطن لتكون “في سبيل الله”.
كما شملت التعديلات تغيير صيغة التحية إلى “السلام عليكم”، واستبدال عبارة “ما لا يصح للنظافة” إلى” الطهارة”.
بالإضافة إلى ذلك، تم استبدال مفهوم “الشهادة في سبيل الوطن” بمفهوم “الشهادة في سبيل الله”، وعبارة “الأخوة الإنسانية” بـ”الأخوة الإسلامية”.
وحذفت الوزارة أيضًا أي إشارة إلى أسماء الآلهة في الميثولوجيا القديمة، إضافة إلى فصل كامل عن زنوبيا، ملكة تدمر، وهو ما أثار جدلًا واسعًا نظرًا لمكانتها كرمز وطني وتاريخي في سوريا.
كما استبدل بموجب القرار، كلمة “القانون” بعبارة “الشرع والقانون”، مع إدخال تغييرات أخرى تحمل التوجه ذاته، فضلًا عن حذف كل ما يتعلق بذكرى “6 أيار” الذين قضوا أيام الحكم العثماني على يد جمال باشا.