في الثمانينيات، وبالتحديد عام 1987، أطلقت سلسلة أفلام “بريداتور” (Predator) مع فيلم يحمل نفس الاسم من بطولة أرنولد شوارزنيجر، وحققت نجاحًا كبيرًا واستمرت لعدة أجزاء. بعد غياب طويل، تعود السلسلة في عام 2025 بفيلم جديد بعنوان “المفترس: الأراضي القاحلة” (Predator: Badlands)، وهو عمل سينمائي يمثل تحولاً جذرياً في طريقة تقديم قصة البريداتور، ويستكشف أبعادًا جديدة في عالم هذا الكائن الفضائي.
فيلم “المفترس: الأراضي القاحلة”، وهو الفيلم التاسع في سلسلة “بريداتور”، من إخراج دان تراختنبرغ وسيناريو باتريك آيسون. يشارك في بطولة الفيلم إيل فانينغ وديميتريوس شوستر كولواماتانجي، ويقدم قصة مختلفة عن الصراعات المعتادة بين البشر والبريداتور، حيث يركز على الجوانب الثقافية والاجتماعية لعالم البريداتور نفسه.
“بريداتور” رأساً على عقب
تتميز أفلام “بريداتور” السابقة بتصوير الصراع بين البشر والبريداتور، ككائن فضائي يصطاد البشر من أجل الترفيه أو لإثبات مهاراته القتالية. لكن فيلم “المفترس: الأراضي القاحلة” يقلب هذه المعادلة التقليدية، حيث يضع البشر في دور ثانوي ويستكشف حياة البريداتور داخل مجتمعه الخاص. الفيلم يقدم عالمًا جديدًا من القواعد والطقوس والتحديات التي تواجه هذا الكائن.
تبدأ القصة على كوكب البريداتور الأصلي، حيث نلتقي بديك، وهو بريداتور شاب ومنبوذ بسبب صغر حجمه. يتعرض ديك لظروف قاسية تجبره على الفرار إلى كوكب “غينا”، وهو كوكب خطير مليء بالكائنات المفترسة الأخرى. يهدف ديك إلى إثبات جدارته والعودة بشرف من خلال اصطياد أخطر الكائنات الموجودة على الكوكب.
خلال رحلته، يلتقي ديك بـ “ثيا”، وهي آلية أرسلها البشر لاستكشاف الكوكب وجمع البيانات. تساعد ثيا ديك في فهم مخاطر الكوكب وتوفر له المعرفة والمهارات اللازمة للبقاء على قيد الحياة. تعاون ديك وثيا يمثل تحالفًا غير تقليدي بين كائنين مختلفين، ويسلط الضوء على أهمية التعاون والتكيف في مواجهة التحديات.
الغوص في ثقافة البريداتور
يقدم الفيلم نظرة متعمقة على ثقافة عشيرة البريداتور، وعلاقاتهم الاجتماعية، وقواعد الشرف الخاصة بهم. يستكشف الفيلم أيضًا دوافعهم وأهدافهم، ويتناول قضايا مثل الشرف والعيار والولاء. هذا الاستكشاف الثقافي يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى شخصيات البريداتور، ويجعلهم أكثر واقعية وقابلية للفهم.
بالإضافة إلى ذلك، يركز الفيلم على مفهوم العائلة، سواء كانت عائلة البريداتور التقليدية أو العلاقة الجديدة التي تنشأ بين ديك وثيا. العلاقة بين الشخصيتين تعكس الحاجة إلى الانتماء والحماية، وتعزز فكرة أن العائلة لا تقتصر على الروابط الدموية.
تغييرات في النمط التقليدي للسلسلة
يشهد فيلم “المفترس: الأراضي القاحلة” تغييرات ملحوظة في طريقة تقديم العنف والمشاهد الدموية، بالمقارنة مع الأجزاء السابقة من السلسلة. يركز الفيلم على العنف كجزء من البيئة الطبيعية للكوكب، وليس فقط كعنصر إثارة. هذا التغيير يجعله مناسبًا لشريحة أوسع من الجمهور.
يتميز أداء إيل فانينغ في الفيلم ببراعة في تجسيد شخصية ثيا، الآلية التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي والعواطف الإنسانية. تقدم فانينغ أداءً مقنعًا ومؤثرًا يضفي عمقًا على شخصيتها ويجعلها محورية في القصة. يشكل أداءها المتميز أحد نقاط قوة الفيلم. هذا الفيلم يمثل إضافة جديدة ومثيرة لسلسلة “بريداتور”، ويقدم منظورًا جديدًا ومبتكرًا لهذا العالم المثير.
من المتوقع أن يبدأ عرض فيلم “المفترس: الأراضي القاحلة” في دور السينما في نوفمبر 2025. من الممكن أن يشكل نجاح هذا الفيلم بداية حقبة جديدة في سلسلة “بريداتور”، وقد يؤدي إلى إنتاج المزيد من الأجزاء التي تستكشف جوانب مختلفة من عالم هذا الكائن الفضائي. سيراقب صناع السينما والجمهور عن كثب أداء الفيلم في شباك التذاكر وتقييمات النقاد لتحديد مستقبل السلسلة.













