أعلنت إسرائيل عن اغتيال القيادي البارز في حزب الله، طالب عبد الله الطبطبائي، في غارة جوية. يأتي هذا الاغتيال في خضم تصاعد التوترات الحدودية بين إسرائيل ولبنان، ويثير مخاوف من تصعيد إضافي. وتعتبر هذه العملية ضربة قوية للبنية التنظيمية لحزب الله، خاصةً فيما يتعلق بإعادة بناء قدراته العسكرية في جنوب لبنان.
وقع الاغتيال يوم 25 نوفمبر 2025، في منطقة جنوب لبنان، وفقًا لمصادر إسرائيلية. وأكد حزب الله لاحقًا مقتل الطبطبائي، مشيرًا إلى دوره المحوري في “قوة الرضوان”. وتأتي هذه العملية بعد سنوات من المراقبة الإسرائيلية، حيث سعت تل أبيب إلى استهداف الطبطبائي بسبب دوره المتزايد في تعزيز قدرات حزب الله.
إعادة بناء قوة حزب الله: دور الطبطبائي
كان الطبطبائي، وفقًا لتقارير إعلامية، مسؤولاً عن جهود حزب الله لإعادة بناء قدراته العسكرية بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006. ركز بشكل خاص على تعزيز القوات في جنوب لبنان وتطوير تكتيكات جديدة لزيادة قدرة الحزب على الصمود في أي مواجهة مستقبلية.
بالإضافة إلى ذلك، لعب الطبطبائي دورًا هامًا في تدريب عناصر حزب الله ونقل الخبرات القتالية إليهم، بما في ذلك في سوريا واليمن. وتشير التقارير إلى أنه أشرف على عمليات تدريب الحوثيين في اليمن، وقاد قوات حزب الله في سوريا خلال الحرب الأهلية السورية، حيث قاتل إلى جانب القوات الحكومية السورية.
المهام الرئيسية للطبطبائي
تضمنت مهام الطبطبائي الرئيسية، وفقًا لمحللين أمنيين، تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، وإعادة بناء البنية التحتية العسكرية لحزب الله، وتجنيد وتدريب مقاتلين جدد. وقد ساهمت جهوده في تعويض الخسائر التي تكبدها الحزب خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان.
كما عمل على تطوير نظام داخلي داخل حزب الله يهدف إلى ضمان استمرار العمليات العسكرية حتى في حالة مقتل قادة بارزين. ويشمل هذا النظام تدريب قادة الوحدات على اختيار عناصر بديلة لضمان جاهزية المجموعات القتالية.
التصعيد الإسرائيلي والضغوط الأمريكية
يأتي اغتيال الطبطبائي في سياق تصعيد إسرائيلي متزايد ضد حزب الله. فقد استهدفت إسرائيل مواقع داخل لبنان أكثر من 1500 مرة منذ وقف إطلاق النار في 27 أكتوبر، وفقًا لبيانات شركة Acled المتخصصة في رصد النزاعات. وتبرر إسرائيل هذه الهجمات بأنها تستهدف “بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله”.
في الوقت نفسه، تواجه الحكومة اللبنانية ضغوطًا متزايدة من إسرائيل والولايات المتحدة لنزع سلاح حزب الله. ومع ذلك، يرفض حزب الله التخلي عن سلاحه، ويصر على أنه ضروري للدفاع عن سيادة لبنان. هذا الموقف يزيد من خطر اندلاع حرب جديدة.
وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تدعم جهود إسرائيل لتقويض قدرات حزب الله، وتعتبر الحزب تهديدًا للاستقرار الإقليمي. وتدعو واشنطن الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ خطوات ملموسة لنزع سلاح حزب الله والسيطرة على الأراضي اللبنانية.
حزب الله يواصل إعادة تشكيل صفوفه، وفقًا لتقارير إعلامية، في ظل هذه الظروف المتوترة. وتعتبر هذه الخطوة ضرورية للحفاظ على قدرة الحزب على الرد على أي هجوم إسرائيلي محتمل.
من المتوقع أن تواصل إسرائيل مراقبة الأنشطة العسكرية لحزب الله، وقد تقوم بعمليات إضافية لاستهداف قادة الحزب أو البنية التحتية العسكرية. في المقابل، من المرجح أن يرد حزب الله على أي هجوم إسرائيلي، مما يزيد من خطر التصعيد. يبقى الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية متقلبًا، ويتطلب مراقبة دقيقة لضمان عدم تحول التوترات إلى صراع واسع النطاق.













