يشهد مركز الظهران إكسبو في المنطقة الشرقية فعاليات مكثفة ضمن بطولة كأس نادي الصقور السعودي 2025، التي انطلقت في 23 نوفمبر وتستمر حتى 30 نوفمبر الجاري. ومن أبرز هذه الفعاليات المصاحبة، يبرز ميدان الرماية كوجهة تفاعلية فريدة، تجذب الزوار من مختلف الأعمار وتتيح لهم تجربة مهارات الصيد التقليدية بطرق حديثة وآمنة. تهدف البطولة بشكل عام إلى تعزيز التراث السعودي المرتبط بالصقور والصيد.
تستضيف المنطقة الشرقية هذا الحدث الرياضي والثقافي الكبير، الذي يضم بالإضافة إلى المنافسات الرئيسية في رياضة الصقور، مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية والتعليمية. يهدف القائمون على البطولة إلى جذب أكبر عدد من الزوار والمشاركين، سواء من داخل المملكة أو من خارجها، لتبادل الخبرات وتعزيز مكانة المملكة كوجهة رائدة في مجال رياضة الصقور والتراث.
تجربة الرماية المتكاملة في كأس نادي الصقور السعودي
يُعد ميدان الرماية جزءًا لا يتجزأ من تجربة الزوار في كأس نادي الصقور السعودي، حيث يوفر مجموعة متنوعة من المسارات التي تناسب مختلف المستويات والاهتمامات. يتمحور الميدان حول تقديم تجربة تحاكي بيئة الصيد، مع التركيز على تطوير مهارات أساسية مثل التركيز والدقة والتحكم في الأعصاب.
مسارات الرماية المتنوعة
يتضمن الميدان مسارات مخصصة للرماية بالسهام، حيث يمكن للزوار تعلم أساسيات هذه الرياضة القديمة وتطبيقها في بيئة آمنة ومراقبة. بالإضافة إلى ذلك، توجد مسارات مجهزة بأسلحة الصيد الهوائية، والتي تتيح للمشاركين استخدام ما بين 10 و 15 طلقة لاختبار مهاراتهم. هذه الأسلحة الهوائية مصممة لضمان السلامة وتوفير تجربة واقعية.
ولأول مرة خارج الرياض، يقدم الميدان تجربة فريدة من نوعها تتمثل في الرماية بالمناظير الليلية. وقد حققت هذه التجربة نجاحًا كبيرًا في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي السابق، مما دفع القائمين على البطولة إلى إتاحتها لزوار المنطقة الشرقية. تسمح هذه التجربة للزوار بخوض تجربة صيد ليلية مُحاكاة، تحت إشراف مدربين متخصصين.
الرماية الليلية وتنمية المهارات
تُجرى تجربة الرماية الليلية باستخدام المناظير ضمن مدى يصل إلى تسعة أمتار. لا يركز فريق الإشراف على الإصابة الدقيقة فحسب، بل يولي اهتمامًا خاصًا بتعزيز الانضباط الذهني وتنمية مهارات التعامل مع الظروف المختلفة التي قد تواجه الصقارين وهواة الصيد في الطبيعة. هذا الجانب التعليمي يجعل من الميدان أكثر من مجرد مكان للترفيه.
وفقًا للمشاركين، تعتبر هذه التجربة إضافة جديدة ومميزة للفعاليات التي تشهدها المنطقة الشرقية. العديد من الزوار أعربوا عن إعجابهم بالتنوع الذي تقدمه البطولة، والذي يشمل معارض الحرف اليدوية، ومنطقة “صقار المستقبل” المخصصة للأطفال، وجناح أسلحة الصيد، ومتحف شلايل الرقمي، بالإضافة إلى مسرح يقدم عروضًا حية وجلسات رواية القصص الشعبية. تساهم هذه الفعاليات في إبراز الثقافة والتراث السعودي.
تعتبر رياضة الصيد جزءًا لا يتجزأ من التراث العربي والسعودي على وجه الخصوص، حيث كانت تمثل مصدرًا للرزق والترفيه لعدة قرون. تسعى كأس نادي الصقور السعودي إلى الحفاظ على هذا التراث وتعزيزه، من خلال تنظيم فعاليات تجمع بين الأصالة والحداثة. كما تهدف البطولة إلى جذب جيل الشباب إلى هذه الرياضة، من خلال توفير تجارب تعليمية وترفيهية ممتعة.
بالإضافة إلى ميدان الرماية، تشمل البطولة العديد من الأنشطة الأخرى التي تعكس الاهتمام بالتراث والثقافة السعودية. تُعرض في المعارض الحرفية منتجات يدوية تقليدية، بينما توفر منطقة “صقار المستقبل” للأطفال فرصة للتعرف على رياضة الصقور وتعلم أساسياتها. جناح أسلحة الصيد يعرض أحدث التقنيات والمعدات المستخدمة في هذه الرياضة، بينما يقدم متحف شلايل الرقمي نظرة شاملة على تاريخ هذه الأدوات التقليدية.
في الختام، من المتوقع أن تشهد كأس نادي الصقور السعودي إقبالاً متزايدًا من الزوار خلال الأيام المتبقية من البطولة. المعنيون يتطلعون إلى تقييم النجاح الذي حققته هذه النسخة، من أجل التخطيط لنسخ مستقبلية أكثر تطوراً. سيكون من المهم متابعة مدى تأثير هذه الفعاليات على تعزيز التراث السعودي وجذب جيل الشباب إلى رياضة الصقور.













