يستعد طارق رحمن، نجل رئيسة الوزراء البنغلاديشية السابقة خالدة ضياء، للعودة إلى بنغلاديش بعد 17 عامًا من المنفى في المملكة المتحدة، وذلك للمشاركة في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 12 فبراير/شباط من العام المقبل. تأتي هذه العودة في ظل أجواء سياسية متغيرة وتحديات صحية تواجه والدته، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الحزب الوطني البنغلاديشي ودوره في المشهد السياسي القادم.
أعلن الأمين العام لحزب بنغلاديش الوطني، ميرزا فخر الإسلام المغير، أمس الجمعة، أن طارق رحمن سيعود إلى العاصمة دكا في 25 من هذا الشهر. ووصف المغير هذا اليوم بأنه “مميز للغاية” يصادف عطلة عيد الميلاد، معربًا عن تفاؤله بهذه العودة. هذه الخطوة تمثل تطوراً هاماً في سياق الاستعدادات للانتخابات.
الانتخابات العامة في بنغلاديش: عودة طارق رحمن وتداعياتها
يعيش طارق رحمن في لندن منذ عام 2008، بعد مغادرته بنغلاديش إثر اتهامات سياسية. ويعتبر الوريث السياسي لوالدته، خالدة ضياء، زعيمة الحزب الوطني البنغلاديشي ورئيسة الوزراء السابقة. عودته تثير آمالًا في تعزيز موقف الحزب في مواجهة المعارضة السياسية.
وقبل أسبوعين، عبّر رحمن عن بعض التحفظات حول قدرته الكاملة على العودة، مما أثار تكهنات حول وجود عقبات محتملة. لكن الحكومة المؤقتة بقيادة الدكتور محمد يونس أكدت لاحقًا عدم وجود أي قيود تمنعه من العودة إلى البلاد. هذا التأكيد يمهد الطريق لعودة منتظرة.
تدهور صحة خالدة ضياء
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تعاني فيه خالدة ضياء من وضع صحي حرج، حيث نُقلت إلى المستشفى في دكا في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بسبب عدوى صدرية حادة أثرت على قلبها ورئتيها. هذا الوضع يضيف بعدًا إضافيًا من التعقيد على المشهد السياسي، حيث أن صحة الزعيمة قد تؤثر على مسار الحزب وقراراته.
الخلفية السياسية
يأتي هذا الحدث بعد فترة من الاضطرابات السياسية في بنغلاديش، حيث شهدت البلاد انتفاضة طلابية أدت إلى الإطاحة برئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة. الحزب الوطني البنغلاديشي، الذي قاطع الانتخابات السابقة، يسعى الآن لاستعادة مكانته السياسية والمنافسة بقوة في الانتخابات القادمة.
في المقابل، تواجه الشيخة حسينة، التي كانت في السلطة لفترة طويلة، اتهامات بالفساد والقمع السياسي. وقد أدت هذه الاتهامات إلى تدهور صورتها الشعبية وزيادة المعارضة لها.
يُذكر أن طارق رحمن قد واجه اتهامات بالفساد في الماضي، وحُكم عليه بالسجن المؤبد غيابياً بتهم تتعلق بتفجير عام 2004، وهو ما نفاه بشدة. وقد تم إلغاء هذا الحكم بعد سقوط حكومة حسينة.
الوضع الحالي يتطلب مراقبة دقيقة لتطورات الأحداث، خاصة فيما يتعلق بصحة خالدة ضياء، وموقف الحكومة من عودة طارق رحمن، واستعدادات الحزب الوطني البنغلاديشي للانتخابات. من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من التفاعلات السياسية والتحركات الميدانية، مما قد يؤثر على مسار العملية السياسية في بنغلاديش.
من المنتظر أن يعقد الحزب الوطني البنغلاديشي مؤتمرًا صحفيًا في دكا بعد عودة طارق رحمن مباشرة، للإعلان عن خططه الانتخابية واستراتيجيته للمرحلة القادمة. كما من المتوقع أن يلتقي رحمن بقادة الحزب والجهات المعنية لمناقشة التحديات والفرص المتاحة. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان إجراء انتخابات نزيهة وشفافة تعكس إرادة الشعب البنغلاديشي.













