من المنتظر أن يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه للجمهور بشكل كامل في عام 2025، بعد سنوات من التأخير. هذا الصرح المعماري الضخم، الذي يقع في منطقة أهرامات الجيزة، يهدف إلى استيعاد و عرض كنوز الحضارة المصرية القديمة، بما في ذلك الآثار التي تعود إلى عصر الفراعنة. ويُعد المتحف، الذي أُطلق عليه أحياناً “الهرم الرابع”، إضافة هامة للبنية التحتية السياحية في مصر.
يقع المتحف المصري الكبير على مساحة واسعة بالقرب من الأهرامات الثلاث، ويضم مجموعة هائلة من القطع الأثرية التي تزيد عن 50 ألف قطعة، بما في ذلك مجموعة توت عنخ آمون الكاملة. وقد أعلن عن المشروع في عام 1992، لكن أعمال البناء الفعلية لم تبدأ إلا في عام 2005، وشهدت تأخيرات عديدة بسبب الظروف السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر، بالإضافة إلى جائحة كوفيد-19.
تصميم فريد للمتحف المصري الكبير
يتميز المتحف المصري الكبير بتصميمه المعماري الاستثنائي الذي يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة. وقد صممت شركة “Heneghan Peng” الأيرلندية المتحف على شكل مثلث مقطوع الزوايا، مستوحى من شكل الأهرامات. كما تم توجيه الجدارين الشمالي والجنوبي للمتحف ليتماشيا مع اتجاه هرمي خوفو ومنقرع، مما يخلق انسجاماً بصرياً مع المنطقة المحيطة.
استخدمت الشركة الخرسانة بلون الرمال والحجر الألباستري شبه الشفاف في بناء المتحف، بينما تتكون الواجهة الرئيسية من ألواح الزجاج المُثلّج. يهدف هذا التصميم إلى توفير بيئة عرض مثالية للقطع الأثرية، مع الحفاظ على درجة حرارة ورطوبة مناسبتين لحمايتها. بالإضافة إلى ذلك، يوفر التصميم إطلالات بانورامية على الأهرامات من داخل المتحف.
مكونات المتحف المصري الكبير
لا يقتصر المتحف المصري الكبير على المبنى الرئيسي فحسب، بل يضم أيضاً مجمعاً متكاملاً من المرافق. ويشمل ذلك مركزاً للمؤتمرات، وساحة خارجية واسعة، وحديقة تحاكي وادي النيل، بالإضافة إلى متحف قارب خوفو ومركز متخصص لصون وترميم الآثار.
يهدف مركز المؤتمرات إلى استضافة الفعاليات والندوات العلمية المتعلقة بالحضارة المصرية القديمة، بينما توفر الساحة الخارجية مساحة للزوار للاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية. أما الحديقة التي تحاكي وادي النيل، فهي مصممة لتعريف الزوار بالنباتات والحيوانات التي كانت تعيش في مصر القديمة.
يُعد متحف قارب خوفو إضافة فريدة من نوعها، حيث يعرض القارب الشمسي الذي استخدمه الفرعون خوفو في رحلاته المقدسة. ويضم المركز المتخصص لصون وترميم الآثار فريقاً من الخبراء الذين يعملون على الحفاظ على القطع الأثرية وإعادة ترميمها. هذا الجانب مهم بشكل خاص للحفاظ على التراث المصري للأجيال القادمة.
تأثير المتحف على السياحة والاقتصاد
من المتوقع أن يكون للمتحف المصري الكبير تأثير كبير على قطاع السياحة في مصر. فمن خلال استضافة مجموعة عالمية المستوى من الآثار، سيجذب المتحف ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم، مما سيزيد من الإيرادات السياحية ويخلق فرص عمل جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يساهم المتحف في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال دعم الصناعات المرتبطة بالسياحة، مثل الفنادق والمطاعم وشركات النقل. كما سيساهم في زيادة الوعي بالحضارة المصرية القديمة وتعزيز التبادل الثقافي بين مصر والعالم.
وقد شهد المتحف افتتاحاً جزئياً لبعض أقسامه في عام 2024، مما سمح للجمهور بزيارة بعض المعروضات. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به قبل أن يتمكن المتحف من فتح أبوابه بالكامل.
تتضمن التحديات المتبقية استكمال أعمال التشطيبات الداخلية والخارجية، وتركيب المعروضات، وتدريب العاملين. كما يتطلب الأمر توفير البنية التحتية اللازمة لاستقبال الزوار، مثل مواقف السيارات وخدمات النقل العام.
في الوقت الحالي، تركز الجهات المسؤولة على الانتهاء من هذه الأعمال في أقرب وقت ممكن، بهدف افتتاح المتحف المصري الكبير بشكل كامل في عام 2025. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض المخاطر المحتملة التي قد تؤدي إلى تأخير الافتتاح، مثل الظروف الاقتصادية غير المتوقعة أو المشاكل الفنية.
ما يجب مراقبته في الأشهر المقبلة هو التقدم المحرز في أعمال التشطيبات وتركيب المعروضات، بالإضافة إلى أي تطورات جديدة في الوضع الاقتصادي والسياسي في مصر. وسيكون من المهم أيضاً متابعة الاستعدادات الأمنية واللوجستية لضمان استقبال الزوار بأمان وراحة.












