أثار فيلم “هجرة” للمخرج شهد أمين جدلاً واسعاً ونال استحساناً كبيراً بعد عرضه، خاصةً بعد فوز الفنان السعودي نواف الظفيري بجائزة أفضل ممثل في مهرجان أيام قرطاج السينمائية عن دوره في الفيلم. يركز الفيلم على قصة كفاح ومغامرة، ويقدم صورة واقعية للحياة في المملكة العربية السعودية، مع التركيز على التحديات التي تواجه بعض الأفراد في سعيِهم لتحقيق أحلامهم. الظفيري أكد أن أكبر صعوبة واجهته كانت إتقان اللهجة الأردية.
تحديات إنتاج فيلم “هجرة” والتركيز على الأصالة
واجه فريق إنتاج فيلم “هجرة” العديد من التحديات اللوجستية والفنية، أبرزها التصوير في تسع مناطق مختلفة داخل المملكة العربية السعودية. هذا التنوع الجغرافي، على الرغم من صعوبته، أضفى على الفيلم بعداً بصرياً فريداً، وأظهر جمال وتنوع المناظر الطبيعية السعودية. وفقاً لتصريحات الظفيري، أثار هذا التنوع إعجاباً كبيراً لدى أعضاء الفريق الأجنبي.
إتقان اللهجة الأردية وتجسيد الشخصية
أشار نواف الظفيري إلى أن إتقان اللهجة الأردية كان التحدي الأكبر الذي واجهه أثناء التحضير للدور. لتحقيق ذلك، استعان بصديق باكستاني من مواليد المملكة، وعملا معاً بشكل مكثف على النص لضمان تقديم أداء صادق ومقنع. وأضاف الظفيري أن شخصية “أحمد” كانت قريبة من تجربته الشخصية، مما سهل عليه عملية تجسيدها.
التعاون مع نخبة من الفنانين والمخرجين
ساهم وجود الفنانة القديرة خيرية نظمي في فريق العمل، بالإضافة إلى مدير التصوير العالمي ميغيل ليتين مينز، في تحفيز الظفيري للمشاركة في الفيلم. أعرب الظفيري عن إعجابه بأعمال مينز السابقة، وتوقع أن يكون التعاون معه تجربة فنية ثرية. هذا التعاون بين المواهب السعودية والعالمية يعكس التوجه المتزايد نحو إنتاج أفلام ذات جودة عالية.
“هجرة” وتجاوز الصور النمطية عن السعودية
يتميز فيلم “هجرة” بتقديمه صورة مختلفة للسعودية، تتجاوز الصور النمطية الشائعة. الفيلم يبرز التنوع الثقافي والاجتماعي في المملكة، ويحتفي بالرموز الوطنية مثل الإبل والصقور والخيل العربية الأصيلة. هذا التوجه يهدف إلى تعزيز السياحة الثقافية وتعريف العالم بالوجه الحقيقي للسعودية. الفيلم يركز أيضاً على قضايا إنسانية عالمية، مثل الهجرة والبحث عن الأمل.
أكد الظفيري أن شخصية “أحمد” تحمل صراعات داخلية عميقة، لكنه تعامل معها بعفوية وطبيعية، مستفيداً من ذاكرته عن طفولته ومشاهداته في مكة المكرمة. أكثر المشاهد التي أثرت عليه نفسياً كان المشهد الأخير في قسم الشرطة، لما يحمله من ثقل نفسي ومشاعر متراكمة. هذا المشهد يمثل ذروة الصراع الداخلي للشخصية.
الاستقبال النقدي والجائزة في قرطاج
حظي فيلم “هجرة” باستقبال نقدي إيجابي في العديد من المهرجانات السينمائية. فوز نواف الظفيري بجائزة أفضل ممثل في مهرجان أيام قرطاج السينمائية يعتبر شهادة على جودة أدائه وقدرته على تجسيد الشخصية بصدق وإقناع. الظفيري أعرب عن سعادته بالفوز، مؤكداً أن جميع الأفلام المشاركة كانت جديرة بالتقدير. هذا الفوز يعزز مكانة السينما السعودية على الساحة الدولية.
من المتوقع أن يتم عرض فيلم “هجرة” في المزيد من المهرجانات السينمائية خلال الأشهر القادمة، وأن يحقق نجاحاً تجارياً كبيراً في دور العرض. تبقى مسألة توزيع الفيلم على نطاق أوسع وتوفيره عبر منصات البث الرقمي هي الخطوة التالية، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية والتسويق. يُتوقع أن يشجع هذا النجاح على إنتاج المزيد من الأفلام السعودية ذات الجودة العالية التي تعكس الواقع المحلي وتتناول قضايا إنسانية عالمية.













