أكد وزير الشؤون التجارية الخارجية الفرنسي نيكولا فوريسييه على أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والكويت، مشيراً إلى أن زيارته الأخيرة تهدف إلى تحويل التعاون الاقتصادي إلى إنجازات ملموسة. وتأتي هذه الزيارة في وقت تسعى فيه الكويت لتنويع اقتصادها وتنفيذ رؤية 2035، مما يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار الفرنسي في مختلف القطاعات.
وصرح فوريسييه خلال مؤتمر صحفي في الكويت، بأن العلاقات بين البلدين راسخة وتستند إلى الثقة المتبادلة، وأن اللقاءات مع المسؤولين الكويتيين تناولت مشاريع رئيسية في مجالات حيوية مثل الدفاع والطاقة والبنية التحتية. وتأتي هذه الزيارة بعد سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى بين البلدين، بما في ذلك زيارة أمير الكويت إلى فرنسا في يوليو 2025، وزيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى الكويت في أبريل 2025.
تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الكويت وفرنسا
تأتي زيارة فوريسييه في إطار جهود مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصةً مع اقتراب الاحتفال بالذكرى الـ 65 للعلاقات الدبلوماسية في عام 2026. وتشمل هذه الجهود إنشاء مجموعة متابعة للعلاقات الثنائية وإعادة إطلاق مجلس الأعمال الفرنسي في الكويت، بالإضافة إلى افتتاح مكتب لمجموعة أرديان الفرنسية في الكويت.
قطاعات الاستثمار الرئيسية
أكد فوريسييه استعداد الشركات الفرنسية للمساهمة في خطة التحول الاقتصادي الكويتية (رؤية 2035)، مشيداً بطموحات هذه الخطة. وتشمل القطاعات ذات الأولوية الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة، وأشباه الموصلات، والفضاء، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الرقمية، والرعاية الصحية. كما أعرب عن اهتمام الشركات الفرنسية بتقديم خبراتها في مجالات النقل والمدن المستدامة وإدارة النفايات.
بالإضافة إلى ذلك، ناقش فوريسييه مع المسؤولين الكويتيين سبل تطوير التعاون في قطاعي الطيران والمطارات، ودعم استراتيجية الكويت للربط الإقليمي. وقد تم توقيع مذكرة تفاهم بين سلطات الطيران المدني في البلدين لتعزيز الروابط الجوية بينهما. وتشير التقارير إلى أن هناك أكثر من 800 فرنسي يقيمون في الكويت، مما يعكس عمق العلاقات بين البلدين.
التعاون في مجالات الصحة والتعليم
أعرب فوريسييه عن ارتياحه لآفاق التعاون في تبادل الخبرات في إدارة المستشفيات وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية في الكويت. وقد تم توقيع ست مذكرات تفاهم بين وزارة الصحة الكويتية ومستشفيات فرنسية خلال عام 2025 لتعزيز الشراكة الصحية بين الجانبين. كما أكد على رغبة فرنسا في تسهيل التحاق المزيد من الطلاب الكويتيين بالبرامج الجامعية الفرنسية، خاصة في مجالي الهندسة والإدارة.
كما زار فوريسييه منشأة الإنتاج التابعة لشركة “فيكتراكوم” الفرنسية، مشيداً بمشروع رقمنة وتعزيز أرشيف تلفزيون دولة الكويت. ويعكس هذا المشروع الدور الرائد لفرنسا في الصناعات المتقدمة والتقنيات الرقمية والأمن السيبراني.
أشار فوريسييه إلى أن فرنسا مستعدة لتطوير تدفقات الاستثمار الثنائي في القطاعات المبتكرة، وذلك في إطار إعلان النوايا للشراكة الاستثمارية الاستراتيجية (2025-2035) الذي تم توقيعه في باريس في يوليو 2025. وتشمل هذه القطاعات التحول في مجال الطاقة، وأشباه الموصلات، والفضاء، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الرقمية، والرعاية الصحية.
من جهة أخرى، أشاد فوريسييه بدور فرنسا في تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر في الكويت، مؤكداً على التزام الحكومة الفرنسية بدعم الشركات الفرنسية العاملة في الكويت. وتعتبر فرنسا من بين أهم الشركاء التجاريين للكويت في أوروبا.
من المتوقع أن تستمر المشاورات بين الجانبين لتحديد المشاريع ذات الأولوية وتنفيذها في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الكويت وفرنسا. وستركز الجهود المستقبلية على تعزيز التعاون في المجالات الجديدة، مثل الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، وتنويع مصادر الدخل للاقتصاد الكويتي. وستراقب الأوساط الاقتصادية عن كثب التقدم المحرز في تنفيذ المشاريع المشتركة وتأثيرها على النمو الاقتصادي في كلا البلدين.













