استعرضت مجلة نيوزويك الأميركية، في تقرير لها، من وصفتهُم “الفائزين والخاسرين” لعام 2025 بعد عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مُشيرةً إلى إعادة تشكيل موازين القوة السياسية في واشنطن. وقد رفع ترامب من مكانة بعض المقربين في مواقع نفوذ عالمية، بينما قلل من نفوذ آخرين لم يتماشوا مع أجندته. يركز التقرير على التغيرات الديناميكية في السلطة، وتحليل تأثير هذه التحولات على مستقبل السياسة الأميركية.
شمل التقييم شخصيات بارزة من كلا الحزبين، وكشف عن تحولات غير متوقعة في مواقع النفوذ. ووفقاً للمجلة، لم تقتصر هذه التغييرات على اختيار الكوادر الإدارية، بل امتدت لتشمل إعادة هيكلة العلاقات بين السلطات المختلفة، وتحديد أولويات السياسة الخارجية، وكيف سيكون المشهد السياسي في السنوات القادمة.
الفائزون في عهد ترامب الثاني
تصدر جيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، قائمة الفائزين، حيث نجح في الانتقال من دور عضو حديث في مجلس الشيوخ إلى شخصية محورية في الإدارة خلال عام واحد. ويحظى فانس بثقة الرئيس ترامب، ويعتبر صوتاً رئيسياً في صياغة السياسات الداخلية والخارجية.
عزز وزير الخارجية ماركو روبيو مكانته بشكل ملحوظ، بعد أن كان يُنظر إليه سابقاً بنوع من الاستخفاف من قبل ترامب. وقد أصبح روبيو الواجهة الأساسية للسياسة الخارجية الأميركية، لا سيما في مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في أميركا اللاتينية. ويعزى هذا التحول إلى الخبرة الواسعة التي يتمتع بها روبيو في مجال العلاقات الدولية، وقدرته على بناء توافق في الآراء بين مختلف الأطراف.
وشغلت سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض، دوراً حاسماً في ضمان سلاسة العمليات الحكومية وتنفيذ أجندة الرئيس. وتُعرف وايلز بمهاراتها التنظيمية العالية وقدرتها على إدارة الأزمات بفعالية، مما جعلها شخصية لا غنى عنها في الإدارة.
الخاسرون في المشهد السياسي
على الجانب الآخر، يُظهر التقرير تراجع نفوذ بعض الشخصيات البارزة، وعلى رأسهم إيلون ماسك. ففي بداية عام 2025، كان يُنظر إلى ماسك على أنه أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في واشنطن، وشريكاً استراتيجياً للرئيس ترامب. لكن مع مرور الوقت، أصبح ماسك عبئاً على الإدارة، وفقد دوره في العديد من الملفات الهامة.
واجه مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كاش باتيل انتقادات حادة بسبب أسلوبه القيادي الفوضوي والقرارات المتسرعة. وأدت هذه الانتقادات إلى تراجع ثقة البيت الأبيض في باتيل، وتقليص صلاحياته.
كما تضررت مصداقية وزيرة العدل بام بوندي بسبب إدارتها لقضية ملفات إبستين، وعدم قدرتها على الوفاء بوعودها بالكشف عن معلومات حساسة. وقد أثارت هذه القضية جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، وأدت إلى تراجع شعبية بوندي.
تأثير التغييرات على الحزب الديمقراطي
ويشير التقرير إلى أن قيادة الحزب الديمقراطي لم تتمكن من تشكيل معارضة حقيقية لإدارة ترامب. وقد واجه زعماء الأقلية الديمقراطية في الكونجرس صعوبات في صياغة استراتيجية فعالة لمواجهة سياسات الإدارة، مما أدى إلى تراجع شعبية الحزب.
مستقبل السياسة الأميركية وتحدياتها
يختتم التقرير بالإشارة إلى أن عام 2025 شهد تحولات جذرية في السياسة الأميركية، وأن هذه التحولات ستستمر في التأثير على المشهد السياسي في السنوات القادمة. ومن المتوقع أن تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الأخرى توتراً متزايداً، وأن تزداد حدة الاستقطاب السياسي داخل الولايات المتحدة. ويُعدّ التحدي الأكبر أمام الإدارة الحالية هو كيفية التعامل مع هذه التحديات بفعالية، والحفاظ على مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى في العالم. ستكون الانتخابات النصفية المقبلة بمثابة اختبار حقيقي لمدى قدرة إدارة ترامب على الحفاظ على دعم شعبي واسع. من المهم متابعة التطورات المتعلقة بالسياسة الخارجية والتداخلات المحتملة في الملفات الحساسة مثل العلاقات الدولية، والأمن القومي.













