تناولت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير العلاقة الخاصة التي تربط الرئيس الأميركي دونالد ترامب بصحفية وناشطة يهودية أميركية، تنتمي إلى أقصى اليمين، اشتُهرت بالعنصرية الدينية والعرقية، وبثِّ خطاب كراهية يستهدف المسلمين والمهاجرين، وتصف نفسها بأنها “معادية للإسلام بفخر”.
وجاء في التقرير أن لورا لومر أقامت علاقة فريدة ومثيرة للجدل مع ترامب في ولايته الرئاسية الأولى، وأصبحت حاضرة مرهوبة الجانب بين مساعديه وموالية تحظى بالتقدير داخل دائرة الرئيس الضيقة.
رابطة خاصة
ووفق الصحيفة، فإن تأثير لورا لومر على ترامب كبير للغاية بالنظر إلى دورها غير الرسمي. ومع أنها تُعد على نطاق واسع داخل البيت الأبيض شخصية خطيرة ومتقلبة، فإنها تحظى بإمكانية التواصل المباشر مع الرئيس، متجاوزة في كثير من الأحيان العاملين بمختلف درجاتهم الوظيفية.
كما أن الرئيس يتصل بها شخصيا عدة مرات في الشهر، حتى إنها صرحت ذات مرة بأن “دونالد ترامب هو مدخلي إلى البيت الأبيض”.
وأوضحت نيويورك تايمز أن هذه العلاقة برزت بشكل مثير في أبريل/نيسان الماضي، عندما استدعاها ترامب إلى المكتب البيضاوي بعد أن شنت هجوما على الإنترنت ضد العديد من مساعدي الرئيس في مجلس الأمن القومي.
واتهمت لومر نائب مستشار الأمن القومي السابق أليكس وونغ الذي كان بحوزتها ملف له، بالانحراف الأيديولوجي بسبب علاقاته السابقة بالمرشح الرئاسي السابق ميت رومني الذي ينتمي للطائفة المسيحية المورمونية.
وقد أثار ذلك سخط ترامب الشديد لدرجة أنه قال لمستشار الأمن القومي آنذاك مايكل والتز “أريد طردهم جميعًا”. وبالفعل أُقيل 6 موظفين وردت أسماؤهم في ملف لومر.
وحتى عندما حاول مساعدون آخرون تهميشها -كما حدث عندما مُنعت من دخول مقصورة كبار الشخصيات الخاصة بترامب في إحدى فعاليات مركز كينيدي- فإن إعجاب الرئيس بها لم يتزعزع، بل ظل يثني عليها مرارا وتكرارا على الملأ، واصفا إياها في تجمعاته الجماهيرية بـ”المرأة الرائعة والوطنية الحقيقية” و”المذهلة”.
ومن بين متابعيها في حسابها المعاد تنشيطه على “إكس” والبالغ عددهم 1.7 مليون شخص، جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي كاش باتيل، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، وكبير مستشاري الرئيس للسياسة الداخلية ستيفن ميلر.
هوس شخصي
وبحسب الصحيفة، فإن لومر نفسها لا تخفي إخلاصها، حيث قالت إن “الرئيس ترامب يأتي في المقام الأول”، حتى إنها خيرت “خليلها” بين أن يقبل بذلك أو يخرج من حياتها.
وبعد لقاء جمعها بترامب في عام 2023، كتبت على الإنترنت قائلة “أنا أحبه حباً جماً”.
وتقول نيويورك تايمز إن هذا الولاء المتعصب غالبا ما يتحول إلى هوس شخصي، فهي تشتري ملابس جديدة كلما كانت ستقابله.
ويضيف تقرير الصحيفة أن ترامب اتصل بها ذات مرة من الطائرة الرئاسية للتعبير عن غضبه من انتقادها للحكومة القطرية، مما يدل على أنه قد يوبخها أحيانا، إلا أن خط الاتصال بينهما يظل مفتوحا.
لومر ومعاداة الإسلام
تفيد الصحيفة أن كراهية لومر للإسلام سمة أساسية في هويتها وشخصيتها العامة. فقد عبّرت بفخر عن ذلك في وسم (هاشتاغ) نشرته في وقت مبكر من عام 2017 تحت عنوان “#كارهة للإسلام”، (Islamophobe#). وقد تم حظرها من منصات مثل تويتر (إكس حاليا)، وأوبر وليفت بسبب خطاب الكراهية ضد المسلمين.
وأوردت الصحيفة بعض الأمثلة لخطابها التحريضي ضد الإسلام والمسلمين، فقد شككت في الدين الإسلامي حين قالت “لا أعتقد أن الإسلام دين حقيقي”.
كما اتهمت دولة قطر بتمويل حركة “حياة السود مهمة” الأميركية، وزعمت أن المرشح المسلم لرئاسة بلدية مدينة نيويورك زهران ممداني سيكون مسؤولاً عن “11 سبتمبر/أيلول آخر”، في إشارة إلى الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة في ذلك الشهر من عام 2001 على مدينتي نيويورك وواشنطن العاصمة.
ولا يقتصر تحاملها على الإسلام وحده، ففي يونيو/حزيران المنصرم، اقترحت تقديم المهاجرين من أصل إسباني المحتجزين وجبة للتماسيح، وكتبت: “الخبر السار هو أن التماسيح ستضمن 65 مليون وجبة على الأقل إذا بدأنا الآن”.
Watch LIVE on @rumblevideo here:https://t.co/fZCSQgqd0q
— Laura Loomer (@LauraLoomer) July 8, 2025
كما أن لومر ما فتئت تضايق أعضاء الكونغرس المسلمين. وفي إحدى المرات، انتظرت هي وأحد مساعديها أكثر من 3 ساعات لمواجهة النائبة إلهان عمر خارج جلسة استماع في مجلس النواب، لسؤالها عما إذا كانت ستصنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.
ويقال إن هوسها بالإسلام بدأ بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول عندما كانت في الثامنة من عمرها. ويتذكر زملاؤها السابقون أنها كانت تردد مزاعمها بأن القرآن يعلم الإرهاب، وأن الرئيس باراك أوباما كان مسلما في السر.
ورغم أن والدها لا يوافق على آرائها -كما تفيد الصحيفة- فإن لومر تستشهد بهويتها اليهودية كمبرر لادعائها، وتصف نفسها بأنها “يهودية مشاكسة” وترتدي قلادة نجمة داود.