شهدت مناطق عدة من دولة الإمارات صباح أمس، هطول أمطار غزيرة ومتوسطة وخفيفة أحياناً، وأدت في بعض المناطق إلى جريان الأودية والسيول وعرقلة حركة السير والمرور، مع استمرار تدفق السحب الركامية القادمة من الغرب باتجاه الدولة.
وتشكلت أمس بعض السحب الركامية صاحبها سقوط أمطار على مناطق متفرقة، مع انخفاض في درجات الحرارة، وكانت الرياح خفيفة إلى معتدلة السرعة، ونشطة إلى قوية أحياناً مع وجود السحب وكانت مثيرة للغبار والأتربة أدت إلى تدني مدى الرؤية الأفقية، وظل البحر متوسط الموج ومضطرباً أحياناً في الخليج العربي وخفيف إلى متوسط الموج في بحر عمان.
وهطلت أمس أمطار غزيرة إلى متوسطة على الشارقة وخورفكان وكلباء، وفي العين على سويحان وناهل والخزنة، وعلى مناطق متفرقة في عجمان وأم القيوين ودبي ومدينة الفجيرة ورأس الخيمة.
فيما استمر سقوط الأمطار المتوسطة والغزيرة على أبوظبي في منطقة الظفرة على السلع والرويس وجزيرة صير بني ياس ورأس مشيرب والغويفات، كما سقطت أمطار متوسطة على جزيرة أبوظبي وما حولها في الباهية والرحبة وغنتوت والمفرق.
ودعا المركز الوطني للأرصاد والقيادات الشرطية إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر أثناء سقوط الأمطار وتجنب الاقتراب من أماكن جريان الأودية وتجمع المياه.
فرق ميدانية
وتعاملت فرق بلدية دبي المختصة، بالشراكة مع الجهات المعنية، مع الحالة الجوية السائدة في الإمارة، من خلال وضع آلية للاستعداد، بشكل فوري، للتعامل مع الحالات الطارئة وتصريف تجمّعات مياه الأمطار بكفاءة عالية ومعالجة بلاغات الجمهور حفاظاً على السلامة العامة.
ووضعت البلدية خطة عمل متكاملة للاستجابة السريعة ومعالجة البلاغات على مدار 24 ساعة، تشمل جاهزية كاملة للتعامل مع حالات الطوارئ خلال هطول الأمطار، ومنظومة متكاملة من الإجراءات وآليات الاستجابة السريعة والفورية للتعامل الاستباقي مع حالات الطوارئ والبلاغات عند حدوثها.
كما وضعت بلدية دبي جميع فرقها وآلياتها في جاهزية تامة استعداداً للتعامل مع حالات الطوارئ خلال هطول الأمطار في مختلف أنحاء الإمارة. ويأتي ذلك ضمن خطتها السنوية الاستباقية المتكاملة لمواجهة طوارئ موسم هطول الأمطار.
والتي تتضمن مجموعة من الإجراءات وفق آلية الاستجابة السريعة والفورية للبلاغات الطارئة والواردة من المتعاملين في الإمارة، مدعومة ببنية تحتية تُعد من الأكثر تقدماً وكفاءة واستدامة على مستوى العالم لتصريف مياه الأمطار والمياه السطحية.
وأفادت البلدية بأنه يمكن لأفراد المجتمع تقديم البلاغات بخصوص تراكم مياه الأمطار وتجمعاتها، من خلال استخدام تطبيق دبي 7/24، أو التواصل على الرقم 800900. كما نوّهت إلى تجنب ربط أنابيب تصريف مياه الأمطار في المنازل مع شبكة الصرف الصحي، كونها تسبب عبئاً على الشبكة.
طقس اليوم
ويتوقع المركز الوطني أن يكون طقس اليوم «السبت» غائماً جزئياً بوجه عام، مع فرصة تكوّن السحب الركامية على الجزر وبعض المناطق الساحلية تمتد إلى بعض المناطق الداخلية يصاحبها سقوط أمطار متفاوتة الشدة، ويكون رطباً ليلاً وصباح يوم الأحد على بعض المناطق الساحلية والداخلية مع احتمال تشكل الضباب الخفيف خاصة غرباً.
وبحسب المركز الوطني للأرصاد تتأثر الدولة خلال شهر نوفمبر من كل عام بامتداد المرتفع الجوي السيبيري تدريجياً نحو المنطقة، بامتداد المنخفضات الجوية السطحية الممتدة من البحر الأحمر ومن الشرق وفي حال صاحبها منخفضات جوية في طبقات الجو العليا من الشرق أو من الغرب تزداد كميات السحب وتتكوّن السحب الركامية الممطرة على بعض المناطق، خاصة المناطق الشرقية من الدولة.
من جهة أخرى، سجلت محطات الشبكة الوطنية لرصد الزلازل التابعة للمركز الوطني للأرصاد هزة أرضية أمس 17 فبراير بقوة 6.8 درجات بمقياس ريختر عند الساعة 12:14 ظهراً بتوقيت الإمارات.
وشهدت مناطق الفجيرة ومدن الشرقية، سقوط أمطار غزيرة مصحوبة بصواعق رعدية ورياح نشطة، سالت على إثرها السيول وانهمرت الشلالات المائية من أعالي الجبال.
وانتعشت على اثرها الأجواء وانخفضت درجات الحرارة، وأدت غزارة الأمطار إلى جريان الأودية، منها وادي سهم، ووداي حام الذي يعد من أكبر الأودية في الإمارة، لتتشكل الكثير من التجمعات المائية على طول مجرى الأودية، وسط فرحة وبهجة الناس بأمطار الخير والرحمة التي عمت البلاد.
كما شهدت الطرق الداخلية والخارجية للإمارة ومدن الشرقية صباح أمس ازدحاماً ملحوظاً بسبب هطول الأمطار وتجمعها نسبياً على بعض الطرقات، حيث تحركت دوريات الشرطة لتنظيم سير السيارات خلال الأجواء الماطرة، لتفادي الاختناقات المرورية، وبثت الرسائل التحذيرية للجمهور بأخذ الحيطة والحذر، داعين إلى الالتزام بالإرشادات والقواعد المروية والسرعات المحددة، حفاظاً على سلامتهم.
لجان مشتركة
بدورها، أعلنت بلدية مدينة الشارقة عن تخصيص لجان مشتركة وفرق عمل تخصصية وآليات ثقيلة وخفيفة، استعداداً لموسم الأمطار والتعامل مع الحالات الجوية بكفاءة عالية.
حيث تشرف هذه اللجان على كافة مناطق مدينة الشارقة، والتي تم تقسيمها إلى قطاعات، للتعامل الفوري مع الحالات الطارئة وتجمعات المياه وفق الخطط المعدة مسبقاً، كما رفعت البلدية من درجة استعدادها لاستقبال كافة الملاحظات والبلاغات من خلال مركز الاتصال الذي يعمل على مدار الساعة.
وأكد عبيد سعيد الطنيجي مدير عام البلدية، ورئيس اللجنة العليا لطوارئ الأمطار، أن البلدية شكلت اللجنة العليا لطوارئ الأمطار، يتبعها 5 لجان تخصصية للعمل على تنفيذ الخطط والأعمال المتعلقة بالحالات الطارئة، ومتابعة استمرارية العمل بقدرة وكفاءة عالية.
واتخاذ التدابير الفنية لتقليل تجمعات مياه الأمطار، خصوصاً في الطرق والشوارع الرئيسية بما يعزز من انسيابية الحركة المرورية، ومتابعة الجاهزية الكاملة لكافة الفرق ووضع الخطط الاستراتيجية وتحقيق أعلى درجة استجابة.
وأوضح أن البلدية على درجة عالية من الاستعداد للتعامل مع هطول الأمطار، حيث وفرت 96 صهريجاً و220 مضخة متنقلة و3 مركبات ضخ، تعمل بقدرة تشغيلية وكفاءة عالية، كما أجرت في وقت سابق أعمال الصيانة اللازمة للصهاريج والمعدات والآليات اللازمة، فضلاً عن الجاهزية لتزويد فرق العمل بصهاريج ومعدات أخرى في حال دعت الحاجة إلى ذلك.
59 حوضاً
وأفاد الطنيجي بأن البلدية أنشأت 59 حوضاً لتجميع مياه الأمطار في مختلف مناطق مدينة الشارقة، حيث تقوم المضخات بسحب المياه المتجمعة وضخها مباشرة في هذه الأحواض بصورة تعزز من انسيابية الحركة المرورية والسرعة في الإنجاز، مشيراً إلى أن البلدية توعي الجمهور على ضرورة أخذ الحيطة والحذر خلال هطول الأمطار وعدم الاقتراب من هذه الأحواض.
وأكد مدير عام البلدية، أنه تم الانتهاء من تنظيف حوالي 25 ألف فتحة تصريف لمياه الأمطار في إطار استعداداها المستمر، حيث تحظى هذه الفتحات بمتابعة مستمرة ويتم تنظيفها بشكل دائم قبل هطول الأمطار وبعدها، بما يحافظ على دورها في عملية التصريف أولاً بأول باعتبار هذه الفتحات تتعرض لانسدادات بسبب تراكم الأتربة أو مخلفات الأشجار وغيرها.
الفجيرة
من جهتها، وجهت بلدية الفجيرة عناصرها للبدء بمعالجة آثار هطول الأمطار، بسحب المياه التي تجمعت في الشوارع والميادين والأحياء السكنية والطرقات الداخلية لضمان راحة وسلامة الجمهور، كما سارعت فرق الطوارئ في بلديات الساحل الشرقي أعمال شفط المياه من مناطق تجمعها، بتحرك كافة الآليات والتناكر ووضع المضخات لتأمين أعلى درجات السلامة للجميع.
أم القيوين
كما أكدت بلدية أم القيوين أن فرقها تعاملت مع مياه الأمطار التي هطلت على الإمارة، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، وتم تقديم جميع الخدمات والتسهيلات اللازمة للجمهور خلال فترة هطول الأمطار، وتزامناً مع الحالة الجوية السائدة في الدولة.
حيث تتواجد فرق الطوارئ مزودة بجميع المعدات في الميدان للتعامل مع تجمعات المياه أو أي طوارئ أخرى قد تنجم، وبالتالي الاستجابة لها خلال وقت قياسي، كما تحرص البلدية على نشر رسائل توعية للجمهور عبر قنواتها المختلفة للتحذير من بعض الممارسات التي تشكل خطراً على أفراد المجتمع.
وأوضحت البلدية أن فرق الطوارئ تواجدت في الميدان منذ الصباح الباكر أمس مزودة بالصهاريج والمضخات للتعامل مع جميع البلاغات، خصوصاً تجمعات المياه في المناطق التي تشهد تجمعات كبيرة، حيث باشرت بسحب المياه فور هطول الأمطار والعمل بكفاءة وسرعة.
وذلك يرجع للجهود والتنسيق مع الجهات الخارجية للحفاظ على السلامة العامة ومظهر الإمارة، داعية الجمهور إلى التواصل معها في حالات الطوارئ، كسقوط الأشجار أو تجمع المياه، أو في حال سقوط أو ميلان أعمدة الإنارة من خلال الاتصال على 800898.
القيادة بحذر
وأهابت القيادات العامة للشرطة في الدولة بالسائقين للالتزام بالقيادة الآمنة أثناء هطول الأمطار والتقلبات الجوية، وحثتهم على ضرورة الابتعاد عن الأودية وأماكن تجمع المياه وتجنب الاقتراب من خطوط التمديدات الكهربائية، والأماكن المكشوفة والقريبة من الأشجار أثناء هطول الأمطار والتقيد بتعليمات وإرشادات السلامة حفاظاً على سلامة الجميع.
وطالبت السائقين بضرورة الانضباط خلال قيادة المركبة، خصوصاً أثناء هطول الأمطار، محذرة من القيادة بطيش وتهور ولامبالاة والتفحيط والمجازفة بدخول الأودية وعدم الالتزام بقوانين السير والمرور.
ودعت إلى الالتزام بالقوانين والتحلي بالمسؤولية من خلال المحافظة على الطرق والممتلكات الخاصة والعامة وعدم تعريض حياة السائقين وحياة الآخرين للخطر، وتعزيز السلوكيات الإيجابية، إسهاماً في الحد من الحوادث المرورية وما ينتج عنها من وفيات وإصابات بليغة.