يثير أداء فينيسيوس جونيور المتألق هذا الموسم مع ريال مدريد تساؤلات حول مدى قدرته على نقل هذا التأثير نفسه إلى منتخب البرازيل. هل يظل اللاعب نفسه، أم تتغير العوامل التي تجعله نجماً لامعاً؟ هذا ما تحاول صحيفة “ماركا” الإسبانية الإجابة عليه، من خلال تحليل مقارن لأرقامه وإحصائياته مع النادي والمنتخب.
لطالما كان فينيسيوس جونيور محط أنظار عشاق كرة القدم، حيث يُعتبر أحد أبرز المواهب الشابة في العالم. لكن، على الرغم من تألقه اللافت مع ريال مدريد، إلا أنه يواجه صعوبة في فرض نفسه كقائد أو مؤثر رئيسي في تشكيلة السيليساو. هذا التباين في الأداء يثير جدلاً واسعاً بين المحللين والمتابعين.
أداء فينيسيوس جونيور: مقارنة بين ريال مدريد والبرازيل
تُظهر البيانات الإحصائية أن فينيسيوس يقدم مستويات متقاربة من حيث تسجيل الأهداف مع كل من ريال مدريد والمنتخب البرازيلي، لكن الفارق يكمن في الجانب الإبداعي وصناعة اللعب. ففي حين أنه يساهم بشكل فعال في تسجيل الأهداف، إلا أن قدرته على تقديم التمريرات الحاسمة تختلف بشكل ملحوظ.
في المباريات الأخيرة، خاض فينيسيوس 16 مباراة مع ريال مدريد هذا الموسم (بين الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا)، وتمكن من تسجيل 5 أهداف، بمعدل 0.31 هدف في المباراة الواحدة. وهذا المعدل يتطابق مع أدائه في آخر 16 مباراة له مع منتخب البرازيل، حيث سجل أيضاً 5 أهداف بنفس المعدل.
ومع ذلك، فإن عدد التمريرات الحاسمة يكشف عن قصة مختلفة. مع ريال مدريد، يساهم فينيسيوس بـ 0.25 تمريرة حاسمة في المباراة الواحدة، بينما ينخفض هذا المعدل إلى 0.13 تمريرة حاسمة مع البرازيل. هذا يشير إلى أن بيئة اللعب والتكتيكات المتبعة في كلا الفريقين تؤثر على طريقة استغلاله لموهبته.
تحليل الأرقام الإجمالية
إذا نظرنا إلى مسيرته الكروية بأكملها، يتضح الفارق بشكل أكبر. فقد شارك فينيسيوس في 338 مباراة مع ريال مدريد، مسجلاً 111 هدفاً، أي بمعدل 0.33 هدف في المباراة. في المقابل، سجل 8 أهداف فقط في 45 مباراة مع منتخب البرازيل، بمعدل 0.18 هدف في المباراة.
وبالنسبة للتمريرات الحاسمة، فقد قدم 87 تمريرة حاسمة مع ريال مدريد، و7 تمريرات حاسمة مع البرازيل. هذه الأرقام تؤكد أن فينيسيوس أكثر تأثيراً في صناعة اللعب مع ناديه مقارنة بالمنتخب الوطني.
هناك عوامل متعددة قد تفسر هذا التباين، بما في ذلك طريقة اللعب المفضلة للمدربين، والانسجام بين اللاعبين، والضغط النفسي المصاحب للعب مع المنتخب الوطني. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون فينيسيوس أكثر راحة وثقة في بيئة ريال مدريد، حيث قضى سنوات عديدة وتأقلم مع أسلوب اللعب.
ومع ذلك، يشير أداء فينيسيوس الأخير مع البرازيل إلى تطور ملحوظ. فقد سجل 5 أهداف في آخر 16 مباراة، مما يدل على ازدياد قوته الهجومية وتألقه مع السيليساو. هذا التطور الإيجابي قد يجعله لاعباً أساسياً في تشكيلة البرازيل في المستقبل القريب.
التحليل الإحصائي يظهر أن فينيسيوس جونيور يمتلك القدرة على التألق مع كلا الفريقين، لكنه يحتاج إلى إيجاد طريقة لنقل مستواه العالي مع ريال مدريد إلى منتخب البرازيل. العمل على زيادة التمريرات الحاسمة وتحسين الانسجام مع زملائه في المنتخب قد يكون مفتاحاً لتحقيق ذلك.
مع اقتراب البطولات الدولية الكبرى، بما في ذلك كأس العالم، يترقب عشاق كرة القدم أداء فينيسيوس جونيور مع البرازيل. فهل يتمكن من رفع مستواه وتحقيق النجاح الذي يطمح إليه؟ هذا ما ستكشف عنه المباريات القادمة. من المهم متابعة تطوره في المباريات الودية والرسمية، وتقييم مدى قدرته على التأقلم مع متطلبات اللعب مع المنتخب الوطني.













