أعلنت لجنة جائزة الكاريكاتير الأوروبي، يوم السبت الموافق 13 ديسمبر 2025، عن فوز الفنان الهولندي تايرد روياردز بجائزة العام عن عمل كاريكاتوري مؤثر ينتقد الاحتلال الإسرائيلي والأزمة الإنسانية في فلسطين. هذا الفوز يسلط الضوء على أهمية الرسوم الكاريكاتورية السياسية كأداة للتعبير عن الرأي في القضايا العالمية الملحة، ويأتي في سياق اهتمام أوروبي متزايد بالوضع في الشرق الأوسط.
وقد تم الإعلان عن الفائز خلال حفل أقيم في المكتبة المركزية بمدينة لاهاي الهولندية، ضمن فعاليات يوم الكاريكاتير الأوروبي. حضر الحفل نخبة من الفنانين والنقاد والنشطاء والصحفيين، مما يعكس التقدير المتزايد لهذا الفن في النقاش العام. الجائزة، التي تعتبر من أبرز التكريمات لرسامي الكاريكاتير السياسي في أوروبا، تأتي في دورتها السابعة.
رمزية قوية في الكاريكاتير السياسي
الرسم الفائز لروياردز، والذي نُشر في صحيفة “تروو” الهولندية، يقدم نقدًا لاذعًا للعنف الذي تشهده فلسطين، مع تركيز خاص على دور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقد أشادت لجنة التحكيم بـ”قوة الرمزية وجرأة التعبير” في العمل، مؤكدةً أنه يضع المشاهد أمام واقع مأساوي يستدعي التأمل والتحرك.
بالإضافة إلى فوز روياردز بالجائزة الكبرى، تم منح جائزتي الوصيف لكل من الفنان الأردني عماد حجاج، عن عمله الذي تناول تعقيدات مفاوضات السلام الدولية، والفنانة التركية زهرة عمر أوغلو، عن رسمها الذي سلط الضوء على قضايا حقوق المرأة. هذا التنوع في المواضيع يعكس التزام الجائزة بتغطية طيف واسع من القضايا السياسية والاجتماعية.
كما حصل الفنان السويسري باتريك شابات على تنويه شرفي تقديرًا لمساهمته الفنية المتميزة. يُظهر هذا التقدير أهمية دعم الفنانين الذين يستخدمون فنهم للتعبير عن آرائهم حول القضايا المعاصرة.
عملية الاختيار والمنافسة
تلقّت اللجنة المنظمة للجائزة أكثر من 400 عمل فني من أكثر من 30 دولة مختلفة. تم اختيار 15 فنانًا من مختلف أنحاء أوروبا والعالم للدخول في القائمة القصيرة للمرشحين. وقد خضعت الأعمال لتقييم دقيق من قبل لجنة تحكيم متخصصة، بناءً على معايير فنية وسياسية واجتماعية.
يأتي هذا الفوز في وقت يشهد فيه العالم تزايدًا في التحديات السياسية والاجتماعية، مما يجعل دور الرسوم الكاريكاتورية أكثر أهمية من أي وقت مضى. فهي تقدم رؤى نقدية حول الأحداث الجارية، وتساهم في تشكيل الرأي العام.
وتعتبر الجائزة بمثابة دعم قوي لحرية التعبير، وتأكيد على أهمية الكاريكاتير كقوة نقدية في المشهد الإعلامي والفني. إنها تشجع الفنانين على مواصلة استخدام فنهم للتعبير عن آرائهم حول القضايا التي تهمهم.
تأسست جائزة الكاريكاتير الأوروبي في عام 2019 بهدف دعم الفنانين الذين يعالجون القضايا السياسية والاجتماعية من خلال الرسم الساخر، وذلك في ظل تراجع المساحات المتاحة لحرية التعبير. وتسعى الجائزة إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
من المتوقع أن تستمر الجائزة في جذب المزيد من الفنانين الموهوبين من جميع أنحاء العالم في السنوات القادمة. وستظل ملتزمة بدعم حرية التعبير وتشجيع الإبداع الفني في مجال الرسوم السياسية. يجب متابعة تأثير هذه الجائزة على المشهد الفني الأوروبي والعالمي، وكيف تساهم في تعزيز الحوار حول القضايا الهامة.
وتشير التقديرات إلى أن الاهتمام بـفن الكاريكاتير قد ازداد في السنوات الأخيرة، خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي توفر منصة للفنانين لعرض أعمالهم والتفاعل مع الجمهور. كما أن الجائزة قد تساهم في زيادة الوعي بأهمية هذا الفن في المجتمع.













