حققت هيئة التراث السعودية إنجازًا عالميًا جديدًا بفوزها بجائزة نيويورك العالمية لتصميم المنتجات (NY Product Design Awards) “الفئة الفضية” لعام 2025، وذلك عن عملها المبتكر “جدارية حرفة القعايد”. يأتي هذا الفوز في إطار الاحتفاء بـالحرف اليدوية، وتأكيدًا على جهود الهيئة في صون وتعزيز التراث الثقافي السعودي. ويعكس هذا التكريم قدرة المملكة على تقديم إبداعاتها التقليدية بأسلوب عصري.
حصلت الهيئة على هذه الجائزة المرموقة عن “جدارية حرفة القعايد”، وهو منتج فريد من بيت الحرفيين في منطقة جازان. وقد تم الإعلان عن الفوز في حفل توزيع الجوائز بنيويورك، بحضور ممثلين عن هيئة التراث السعودية. يمثل هذا الفوز اعترافًا دوليًا بالجودة العالية والإبداع الذي يميز الحرف السعودية.
هيئة التراث السعودية تفوز بجائزة نيويورك العالمية لتصميم المنتجات عن الحرف اليدوية
يأتي هذا التتويج في توقيت هام، بالتزامن مع إطلاق المملكة لعام الحرف اليدوية 2025. وتهدف هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على أهمية الحرف التقليدية، ودعم الحرفيين والحرفيات، وتعزيز دورهم في التنمية الاقتصادية والثقافية. وتركز المبادرة على إبراز القيمة الثقافية والاقتصادية للحرف اليدوية السعودية.
أهمية “جدارية حرفة القعايد”
تعتبر “جدارية حرفة القعايد” تجسيدًا حيًا للتراث الثقافي لمنطقة جازان. تتميز الجدارية بتصميمها الفريد الذي يعكس مهارات الحرفيين المحليين، واستخدامها للمواد التقليدية. وتعد هذه الجدارية مثالًا على كيفية دمج الحرف اليدوية التقليدية مع التصميم المعاصر.
وبحسب هيئة التراث، فإن هذا العمل الإبداعي يمثل جزءًا من جهودها المستمرة لدعم الحرفيين والحرفيات، وتمكينهم من تسويق منتجاتهم على نطاق واسع. وتسعى الهيئة إلى توفير التدريب والتأهيل اللازمين للحرفيين، وتوفير الدعم المالي والفني لهم.
إنجازات هيئة التراث المتواصلة
هذا الفوز يرفع رصيد هيئة التراث من الجوائز خلال العام الجاري إلى ست جوائز، منها خمس جوائز عالمية وجائزة إقليمية. ومنذ تأسيسها، حققت الهيئة ما مجموعه 13 جائزة في مجالات التراث والحرف والتصميم. وتشير هذه الأرقام إلى النجاح الكبير الذي حققته الهيئة في جهودها للحفاظ على التراث الثقافي السعودي وتعزيزه.
وتشمل الجوائز السابقة التي حصلت عليها الهيئة جوائز في مجالات ترميم المباني التاريخية، وتوثيق التراث غير المادي، وتطوير المتاحف. وتعكس هذه الجوائز التزام الهيئة بتقديم أفضل الممارسات في مجال التراث الثقافي.
أكدت الهيئة أن هذا التتويج الدولي يجسد التزامها المستمر في صون الحرف اليدوية وتطويرها ضمن إطار عام الحرف اليدوية 2025. كما يبرز تكامل جهود فرقها المختصة وشراكاتها الفاعلة محليًا ودوليًا لدعم الحرفيين وتمكين منتجاتهم للوصول إلى منصات الإبداع العالمية. ويتماشى هذا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تولي اهتمامًا كبيرًا بالتراث الثقافي.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى الهيئة إلى تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية المعنية بالتراث الثقافي، وتبادل الخبرات والمعرفة في هذا المجال. وتؤمن الهيئة بأن التعاون الدولي هو مفتاح الحفاظ على التراث الثقافي العالمي.
وتشير التقارير إلى أن قطاع الحرف اليدوية يساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني، ويوفر فرص عمل للعديد من المواطنين. وتعمل الهيئة على تطوير هذا القطاع، وتشجيع الاستثمار فيه، لزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.
وفي سياق متصل، تعمل وزارة الثقافة السعودية على تطوير استراتيجية شاملة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه. وتشمل هذه الاستراتيجية العديد من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى حماية التراث المادي وغير المادي، وتشجيع الإبداع الثقافي. وتعتبر الحرف التقليدية جزءًا أساسيًا من هذه الاستراتيجية.
من المتوقع أن تعلن هيئة التراث عن المزيد من المبادرات والمشاريع خلال الأشهر القادمة، بهدف دعم الحرفيين والحرفيات، وتعزيز الحرف اليدوية السعودية. وستركز الهيئة على تطوير المهارات الحرفية، وتوفير الدعم المالي والفني، وتسويق المنتجات الحرفية على نطاق واسع. وستظل الهيئة ملتزمة بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجال التراث الثقافي.













