حصد ميدان الثقافة في جدة التاريخية جائزة “Culture Project of the Year” ضمن جوائز MEED Projects Awards لعام 2025، مُكرِّمًا بذلك أفضل مشروع ثقافي في المملكة. جاء هذا التكريم في النسخة الخامسة عشرة من الجوائز المرموقة، التي تحتفي بأفضل المشاريع في قطاعات البناء والبنية التحتية والثقافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويعزز مكانة المملكة كوجهة ثقافية رائدة.
استضاف حفل توزيع الجوائز في هذا العام أكثر من 400 شخصية من القادة والخبراء في المجالات ذات الصلة، بالإضافة إلى مشاركة ما يزيد عن 100 شركة. وقد تم تكريم مشاريع متنوعة في مجالات الثقافة والسياحة والتعليم، بمشاركة 280 مسؤولًا تنفيذيًا رفيع المستوى من دول المنطقة. الفوز بهذه الجائزة يعكس التقدم الكبير الذي تشهده المملكة في تطوير البنية التحتية الثقافية.
ميدان الثقافة في جدة التاريخية: اعتراف بالإنجازات الثقافية
يعد هذا التكريم بمثابة شهادة على نجاح جهود وزارة الثقافة في إحياء منطقة جدة التاريخية وتحويلها إلى مركز ثقافي نابض بالحياة. ميدان الثقافة يمثل نموذجًا للاندماج بين التراث العريق والتصميم المعماري الحديث، مما يجعله معلمًا بارزًا يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. يعزز هذا المشروع من تجربة السائح ويدعم أهداف رؤية المملكة 2030 في تنمية القطاع الثقافي.
أهمية الجوائز الإقليمية
تعتبر جوائز MEED Projects Awards من أهم الجوائز في المنطقة، حيث تهدف إلى تسليط الضوء على المشاريع المتميزة التي تساهم في التنمية المستدامة. وتشمل معايير التقييم الابتكار، والجودة في التنفيذ، والأثر الاجتماعي والاقتصادي للمشروع. الحصول على هذه الجائزة يعزز الثقة في المشاريع السعودية ويجذب الاستثمارات.
مكونات ميدان الثقافة
يقع ميدان الثقافة على ضفاف بحيرة الأربعين، ويضم مجموعة متكاملة من المرافق التي تعزز المشهد الثقافي في جدة. من بين هذه المرافق مركز الفنون المسرحية، الذي يتميز بتصميم فريد وقاعات متعددة الاستخدامات.
يشمل المركز قاعة مسرح رئيسية تتسع لـ 888 مقعدًا، بالإضافة إلى خمس قاعات سينما بسعة إجمالية تبلغ 564 مقعدًا. كما يضم تسع قاعات للحوار ومجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي، مما يجعله وجهة شاملة للفنون والثقافة والترفيه. بالإضافة إلى ذلك، يضم الميدان متحف الفنون الرقمية “تيم لاب بلا حدود”، وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
يستعرض متحف “تيم لاب بلا حدود” أكثر من 80 عملًا فنيًا رقميًا تفاعليًا، يجمع بين الفن والتقنية والطبيعة بشكل مبتكر. وقد ساهم هذا المتحف في إضافة بعد جديد لتجربة الزوار ورفع مستوى الاهتمام بالقطاع الثقافي في المنطقة. ويعتبر هذا المتحف عنصر جذب سياحي رئيسي بفضل تقنياته المتطورة وتصاميمه الفنية المدهشة.
يعكس فوز ميدان الثقافة بهذه الجائزة المرموقة التزام المملكة بتطوير قطاعها الثقافي وتعزيز مكانتها كوجهة عالمية للفنون والإبداع. ويؤكد هذا التكريم على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. كما يرسخ مكانة جدة التاريخية كمركز ثقافي حيوي يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
وإضافةً إلى ذلك، يتماشى تطوير جدة التاريخية مع الجهود الأوسع لتعزيز السياحة الثقافية في المملكة، وهي عنصر أساسي في تنويع مصادر الدخل. وقد شهدت المنطقة في السنوات الأخيرة استثمارات كبيرة في تطوير البنية التحتية الثقافية والمرافق السياحية. وتشير التقديرات إلى زيادة كبيرة في عدد السياح المتوقعين في السنوات القادمة.
من المتوقع أن تستمر وزارة الثقافة في دعم المشاريع الثقافية المشابهة في مختلف مناطق المملكة. ويشمل ذلك تطوير المتاحف والمراكز الثقافية والمواقع التاريخية، بالإضافة إلى دعم الفنانين والمبدعين. وستركز الجهود المستقبلية على تعزيز التنوع الثقافي وتشجيع الحوار بين الثقافات. وتعتبر الميزانية المخصصة للقطاع الثقافي في رؤية المملكة 2030 مؤشرًا واضحًا على الأهمية التي توليها المملكة لهذا القطاع.













