أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية عن تأسيس جمعية مصنعي الطائرات غير الربحية، وذلك بهدف دعم وتنمية قطاع صناعة الطيران في المملكة العربية السعودية. يهدف هذا الإعلان إلى تعزيز القدرة التنافسية للشركات المحلية، وتشجيع نقل التقنية والابتكار في هذا القطاع الاستراتيجي، وذلك تماشياً مع رؤية المملكة 2030 وأهدافها الطموحة في تنويع الاقتصاد.
جاء الإعلان بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للطيران المدني، مؤكداً على أهمية هذا القطاع الحيوي. تسعى الجمعية الجديدة إلى أن تكون محفزاً رئيسياً لنمو صناعة الطيران المحلية، من خلال دعم المبادرات التي تزيد من المحتوى المحلي، وتقديم الاستشارات المتخصصة، وتسهيل الاستثمارات الواعدة في هذا المجال.
دعم وتوطين صناعة الطائرات في المملكة
تُعد هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية وطنية أوسع نطاقاً، تهدف إلى تطوير 12 قطاعاً صناعياً رئيسياً، بما في ذلك قطاع الطيران. وتركز الوزارة بشكل خاص على بناء شراكات قوية مع الشركات العالمية الرائدة في صناعة الطيران، مثل إيرباص وبوينج وإمبراير، بهدف جذب الاستثمارات المباشرة ونقل الخبرات والمعرفة التقنية إلى المملكة، وفقاً لما ذكرته الوزارة في بيانها.
مجمع AeroPark-1: نقطة انطلاق للتصنيع المحلي
في فبراير الماضي، أطلقت وزارة الصناعة والثروة المعدنية، بالتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني و”مدن”، مجمع AeroPark-1 في جدة. يمثل هذا المجمع أول مدينة صناعية متكاملة في المملكة مخصصة لصناعة الطائرات وصيانتها، ويغطي مساحة تزيد عن 1.2 مليون متر مربع. يهدف المجمع إلى توفير بيئة مثالية لتطوير القدرات الصناعية الوطنية في قطاع الطيران، وتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي في هذا المجال.
من المتوقع أن يستقطب AeroPark-1 استثمارات كبيرة، ويخلق فرص عمل جديدة للكوادر الوطنية، ويساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي. كما سيعمل المجمع على تشجيع الابتكار والبحث والتطوير في مجال تكنولوجيا الطيران، من خلال التعاون مع المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحوث المتخصصة.
تتضمن أهداف الجمعية أيضاً إطلاق برامج تدريب وتأهيل مهني متخصصة للكوادر الوطنية، بهدف تلبية احتياجات سوق العمل المتزايدة في قطاع الطيران. كما ستعمل الجمعية على تعزيز التكامل والشراكة بين مختلف الجهات الفاعلة في القطاع، بما في ذلك الشركات المصنعة، وشركات الصيانة، والمؤسسات التعليمية، والجهات الحكومية.
وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود وزارة الصناعة والثروة المعدنية لتمكين القطاع غير الربحي، وتعزيز دوره في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة. وتؤكد الوزارة على أهمية مساهمة المنظمات غير الربحية في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، من خلال دعم الابتكار، وتشجيع الاستثمار، وتنمية المهارات.
بالإضافة إلى صناعة الطيران، تشمل جهود التوطين قطاعات أخرى مثل الصناعات الدفاعية، والصناعات البحرية، والطاقة المتجددة. وتسعى المملكة إلى أن تصبح مركزاً عالمياً للصناعات المتقدمة، من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وتطوير الكفاءات الوطنية، وتوفير بيئة استثمارية جاذبة.
من المتوقع أن تعلن وزارة الصناعة والثروة المعدنية عن تفاصيل إضافية حول آليات عمل الجمعية الجديدة، وعضوية مجلس إدارتها، وبرامجها التدريبية، خلال الأشهر القليلة القادمة. كما ستعمل الوزارة على تقييم أثر هذه المبادرة على نمو قطاع صناعة الطائرات، وتحديد التحديات والفرص المتاحة لتحقيق المزيد من التقدم في هذا المجال. وسيكون من المهم متابعة مدى التعاون الفعلي مع الشركات العالمية، وسرعة جذب الاستثمارات، وفعالية برامج التأهيل المهني في تحقيق أهداف التوطين.
الاستثمار في التقنية والابتكار في قطاع الطيران يمثل ركيزة أساسية في خطط المملكة لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. وتشير التوقعات إلى أن قطاع الطيران سيشهد نمواً كبيراً في السنوات القادمة، مدفوعاً بالزيادة في عدد المسافرين، وتطور البنية التحتية للمطارات، والطلب المتزايد على الطائرات الجديدة.













