أعرب وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري عن فخر واعتزاز دولة الكويت بإدراج “الديوانية” في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية بمنظمة اليونسكو. يأتي هذا الإدراج اعترافًا عالميًا بأهمية الديوانية كرمز للضيافة الكويتية وقيمها الاجتماعية العميقة. وقد أعلنت منظمة اليونسكو هذا القرار مؤخرًا، معتبرةً الديوانية ممارسة ثقافية فريدة تستحق الحماية والترويج.
القرار، الذي تم اتخاذه خلال اجتماع للجنة الدولية المعنية بحماية التراث الثقافي غير المادي في المغرب، يسلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه الديوانية في المجتمع الكويتي. يعكس هذا الإنجاز الجهود المستمرة للكويت في الحفاظ على هويتها الثقافية وتعزيزها على الساحة الدولية. ويأتي في سياق اهتمام متزايد بالتراث غير المادي كعنصر أساسي في التنوع الثقافي العالمي.
أهمية إدراج الديوانية في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي
يمثل إدراج الديوانية في قائمة اليونسكو اعترافًا دوليًا بقيمتها الإنسانية والثقافية العالية. الديوانية ليست مجرد مكان لاستقبال الضيوف، بل هي فضاء اجتماعي حي يعزز التواصل والتآلف بين أفراد المجتمع. وفقًا للوزير المطيري، يعكس هذا الإنجاز دعم القيادة السياسية للثقافة الكويتية وحرصها على صون الموروث الوطني.
الديوانية كرمز للقيم الكويتية
تعتبر الديوانية تجسيدًا للقيم الكويتية الأصيلة، مثل الكرم وحسن الضيافة والاحترام المتبادل. تاريخيًا، كانت الديوانية ملتقى للشعراء والأدباء والمفكرين، ومكانًا لتبادل الآراء وحل المشكلات الاجتماعية. كما أنها لعبت دورًا هامًا في الحفاظ على العادات والتقاليد الكويتية ونقلها إلى الأجيال القادمة.
دور وزارة الإعلام والثقافة في الحفاظ على التراث
أكدت وزارة الإعلام والثقافة أن هذا الإنجاز يتسق مع استراتيجيتها الوطنية التي تركز على حماية التراث وتعزيز الهوية الوطنية. وتشمل هذه الاستراتيجية توثيق الموروث غير المادي، ودعم الإبداع الثقافي، وتوسيع حضور الثقافة الكويتية في المحافل الإقليمية والدولية. الوزارة تعمل أيضًا على تطوير شراكات مستدامة مع المؤسسات المعنية بالتراث الثقافي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إدراج الديوانية يعزز المسؤولية الوطنية في الحفاظ على هذا التراث الثقافي الفريد. يتطلب ذلك جهودًا متواصلة لتوثيق ممارسات الديوانية، وتشجيع الأجيال الشابة على المشاركة فيها، وحمايتها من عوامل التدهور والتغيير. ويشمل ذلك أيضًا دعم الحرف اليدوية المرتبطة بالديوانية، مثل صناعة القهوة العربية والتمور.
الجهود المبذولة لإعداد ملف الديوانية
لم يكن إدراج الديوانية في قائمة اليونسكو نتيجة جهد فردي، بل هو ثمرة عمل جماعي وتعاون بين مختلف الجهات المعنية في الكويت. أشادت وزارة الإعلام والثقافة بجهود وفد الكويت الذي قدم الملف إلى اليونسكو، مثمنةً العمل المهني الكبير الذي قام به أعضاء فريق الملف. وقد تضمن الملف دراسات تاريخية واجتماعية وثقافية مفصلة حول الديوانية، بالإضافة إلى صور ومقاطع فيديو توثق ممارساتها.
وقد استغرق إعداد ملف الديوانية وقتًا وجهدًا كبيرين، حيث تطلب جمع المعلومات والوثائق ذات الصلة، وإجراء المشاورات مع الخبراء والمتخصصين، وكتابة التقرير النهائي وتقديمه إلى اليونسكو. كما تطلب الأمر إبراز القيمة الإنسانية والثقافية للديوانية بشكل مقنع، وإقناع لجنة اليونسكو بأهمية إدراجها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي.
يعتبر هذا الإنجاز بمثابة دفعة قوية للثقافة الكويتية، ويساهم في تعزيز مكانتها على الخريطة الثقافية العالمية. كما أنه يشجع على بذل المزيد من الجهود لحماية التراث الكويتي بجميع أشكاله، سواء كان ماديًا أو غير مادي. وتشمل الجهود الأخرى توثيق الحرف التقليدية، والموسيقى الشعبية، والرقصات الفلكلورية، والأكلات المحلية.
في سياق متصل، يشير خبراء التراث إلى أن إدراج الديوانية قد يفتح الباب أمام المزيد من الملفات الكويتية لتقديمها إلى اليونسكو. وتشمل هذه الملفات المحتملة فنون العمارة التقليدية، وصيد اللؤلؤ، والقهوة العربية، وغيرها من الممارسات الثقافية التي تميز المجتمع الكويتي.
من المتوقع أن تقوم وزارة الإعلام والثقافة بتنفيذ خطة عمل شاملة للاحتفاء بإدراج الديوانية في قائمة اليونسكو، وتنظيم فعاليات ثقافية تهدف إلى التعريف بها وتعزيزها. كما ستعمل الوزارة على توعية الجمهور بأهمية التراث الثقافي ودورهم في الحفاظ عليه. وستستمر الجهود في توثيق جوانب مختلفة من التراث الكويتي، بما في ذلك العادات والتقاليد، لضمان نقله للأجيال القادمة.
في الختام، يمثل إدراج الديوانية في قائمة اليونسكو خطوة مهمة نحو الحفاظ على الهوية الثقافية الكويتية وتعزيزها. ومن المنتظر أن تعلن الوزارة عن تفاصيل خطة العمل الخاصة بها في الأسابيع القادمة، مع التركيز على الاستدامة وضمان استمرار ممارسة الديوانية كجزء حيوي من المجتمع الكويتي. وستراقب الجهات المعنية عن كثب تنفيذ هذه الخطة وتقييم أثرها على المدى الطويل.













