في زيارة لافتة إلى بغداد، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أهمية أن يبقى العراق بعيداً عن التورط في النزاعات الإقليمية التي قد تهدد استقراره.
وأشار بارو، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين، إلى أن قوة واستقلال العراق يمثلان ركيزة أساسية لتحقيق الأمن في المنطقة بأسرها.
وقال الوزير الفرنسي: “من الضروري أن يتجنب العراق الانخراط في صراعات لم يكن طرفاً في اختيارها”، مثنياً على جهود الحكومة العراقية في الحفاظ على الاستقرار الداخلي رغم التحديات المحيطة.
وفي إطار جولته الإقليمية التي تشمل أيضاً الكويت والسعودية، شدد بارو على أن “العراق القوي والمستقل يشكل مصدر استقرار للمنطقة التي تواجه تهديدات متزايدة بسبب الحرب في غزة والأعمال الإيرانية المزعزعة”.
وفيما يتعلق بالوضع الفلسطيني، أعرب بارو عن دعم بلاده للجهود العربية الرامية لإعادة إعمار قطاع غزة.
وأكد أن فرنسا تعمل على حشد الدعم الدولي لتنظيم مؤتمر حول حل الدولتين في يونيو/حزيران المقبل، وهو ما أعلن عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً.
وأشار إلى أن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين قد يكون ضمن الخيارات المستقبلية إذا استمرت الأوضاع على حالها.
بدوره، أكد وزير الخارجية العراقي ضرورة التوصل إلى تفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي الإيراني، بما يسهم في تخفيف حدة التوترات الإقليمية.
كما التقى بارو برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي أعرب عن ترحيبه بزيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي إلى العراق، من دون تحديد موعد لها.
وعلى الرغم من التوترات التي شهدها العراق منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، نجحت الحكومة العراقية في الحفاظ على استقرار نسبي ومنع البلاد من الانجرار إلى صراع مباشر.
ومع ذلك، شهدت الأشهر الأخيرة عمليات إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة من قبل فصائل عراقية تطلق على نفسها “المقاومة الإسلامية في العراق” ضد قواعد التحالف الدولي وأهداف إسرائيلية. ومع ذلك، أكدت بغداد مراراً أن أولويتها هي تجنب التصعيد ودرء خطر الحرب المفتوحة.
وبعد اختتام زيارته لبغداد، يتوجه بارو إلى إقليم كردستان العراق حيث سيلتقي مسؤولين محليين، قبل أن يغادر إلى الكويت والسعودية. وتهدف الجولة إلى تعزيز التعاون الإقليمي وإعادة التأكيد على التزام فرنسا بمواصلة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية ضمن إطار التحالف الدولي.