الرياض – استقبل الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، في مقر الوزارة بالرياض، صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز، ورئيس مجلس أمناء مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأمناء. يأتي هذا اللقاء في إطار تعزيز التعاون الدولي في مجال الحوار الفكري والثقافي، ودعم مبادرات تعزز قيم التسامح والاعتدال، وهو ما يمثل جزءًا أساسيًا من رؤية المملكة العربية السعودية في نشر السلام العالمي. الهدف الرئيسي من هذا الاجتماع هو مناقشة سبل تطوير **التعاون الثقافي والفكرى** بين المملكة ومركز أكسفورد للدراسات الإسلامية.
وحضر اللقاء كل من الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، والدكتور فرحان نظامي، والدكتور باسل مصطفى، والبروفيسور شاهد جميل، أعضاء مجلس أمناء مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية. الاجتماع الذي عقد هذا الأسبوع، يمثل تأكيدًا على أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات الفكرية والثقافية في بناء الجسور بين الحضارات وتعزيز التفاهم المتبادل.
أهمية التعاون الثقافي والفكرى في تعزيز مكانة المملكة
يُعد هذا اللقاء خطوة مهمة في تعزيز دور المملكة العربية السعودية كمركز للحوار بين الثقافات والأديان المختلفة. وتولي المملكة اهتمامًا بالغًا بالمبادرات التي تدعم قيم التسامح والاعتدال، وتسعى جاهدة لنشرها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية، ركزت المناقشات على أوجه التعاون المشترك في المبادرات الفكرية والثقافية التي تهدف إلى تعميق الحوار، وتعزيز قيم التسامح والتعايش، والفهم المتبادل بين الشعوب. كما تناول اللقاء سبل دعم الجهود الرامية إلى نشر الوسطية والاعتدال، وهي قيم أساسية في الثقافة الإسلامية.
دور مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية
يُعتبر مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية مؤسسة رائدة في مجال الدراسات الإسلامية في العالم الغربي. ويعمل المركز على تعزيز الفهم الصحيح للإسلام وثقافته، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنه.
ويقدم المركز مجموعة واسعة من البرامج الأكاديمية والبحثية، بالإضافة إلى تنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل التي تجمع بين الباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم. ويساهم المركز بشكل فعال في الحوار بين الثقافات والأديان، ويعمل على بناء جسور التفاهم والتعاون بين الشرق والغرب.
مبادرات سابقة وتعاون مستمر
هذا اللقاء ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العلاقات بين المملكة ومركز أكسفورد للدراسات الإسلامية تعاونًا مستمرًا في العديد من المجالات. وقد سبق أن نفذت المؤسستان عددًا من المبادرات المشتركة التي تهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي والفكرى، وتبادل الخبرات والمعرفة.
وتشمل هذه المبادرات تنظيم المؤتمرات والندوات، وإطلاق البرامج التعليمية والتدريبية، ودعم الأبحاث والدراسات في مجال الدراسات الإسلامية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل المؤسستان على تبادل الزيارات بين الوفود الرسمية والأكاديمية، بهدف تعزيز التواصل والتفاهم المتبادل. وتعتبر هذه الجهود جزءًا من استراتيجية المملكة الأوسع نطاقًا لتعزيز دورها في الحوار بين الحضارات.
بالإضافة إلى ذلك، يركز التعاون على دعم الدراسات التي تعزز فهم **التراث الإسلامي** الغني، وتشجع على الحوار البناء حول القضايا المعاصرة. ويشمل ذلك دعم البحوث التي تتناول التحديات التي تواجه المجتمعات الإسلامية، واقتراح الحلول الممكنة لها.
وتشير التقارير إلى أن المملكة العربية السعودية تولي اهتمامًا خاصًا بتعزيز دور المؤسسات الفكرية والثقافية في مواجهة التطرف والإرهاب. وتعتبر المملكة أن الحوار والتسامح والاعتدال هي أفضل السبل لمواجهة هذه الظواهر الخطيرة.
وفي سياق متصل، تعمل المملكة على دعم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز دور الشباب في الحوار بين الثقافات والأديان. وتؤمن المملكة بأن الشباب هم مستقبل العالم، وأنهم يلعبون دورًا حاسمًا في بناء عالم يسوده السلام والتسامح. كما أن دعم **الحوار بين الأديان** يعتبر من الأولويات.
من الجدير بالذكر أن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الذي يرأسه الأمير تركي بن فيصل، يلعب دورًا هامًا في دعم هذه الجهود. ويعمل المركز على إجراء البحوث والدراسات في مجال الدراسات الإسلامية، وتنظيم المؤتمرات والندوات، وإصدار الكتب والمجلات العلمية.
ويساهم المركز بشكل فعال في نشر الفكر الإسلامي المعتدل، وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان. ويعتبر المركز شريكًا رئيسيًا لمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في تنفيذ العديد من المبادرات المشتركة.
في الختام، من المتوقع أن يعقب هذا اللقاء إطلاق مبادرات جديدة ومشتركة بين المملكة ومركز أكسفورد للدراسات الإسلامية. ومع ذلك، لا تزال تفاصيل هذه المبادرات غير واضحة، ويتوقف تنفيذها على عدد من العوامل، بما في ذلك التمويل والموارد المتاحة. وسيكون من المهم متابعة التطورات في هذا المجال، وتقييم أثر هذه المبادرات على تعزيز الحوار الثقافي والفكرى، ونشر قيم التسامح والاعتدال.













