ليس في الاعتراف بالأيادي البيضاء «مِنّة»، ولا في الإشادة بمشاريع الخير والبِرّ والعون «أذى»، طالما كان في إبداء الصدقات تحفيزٌ وإرساءٌ لمنهج «القدوة والتفاعل والتنافس في التقرب إلى الله بالعطاء»، وإن تبدو الصدقات فنعمّا هي، وذلك تطبيقٌ للتحدّث بنعم الله الذي ورد في سورة الضحى «وأمّا بنعمة ربك فحدّث».
ومن بشائر الخير في شهر رمضان، أن تمتد يد السخاء من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، في كافة وجوه الإنفاق، على العام والخاص، والقطاع الثالث، والمبادرات والمنصات.. وكانت حملة إحسان عنواناً في الإحسان؛ إذ تبرع الملك سلمان بن عبدالعزيز للحملة بمبلغ 40 مليون ريال، فيما تبرع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بـ30 مليون ريال، دعماً وتفعيلاً وتمكيناً لدورها، والمعهود من أهله لا يُستغرب.
فيما قدّم خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، أمس الأول، دعماً مالياً بـ150 مليون ريال لحملة جود المناطق التابعة لمنصة جود الإسكان؛ لتوفير السكن المناسب للأسر الأشد حاجة في 17 منطقة، منها 13 منطقة إدارية رئيسية شاملة محافظاتها، والتركيز على المحافظات التابعة لها، ما يعني التوجه لتأمين المساكن للمواطنين في زمن قياسي بحول الله.
ويدوم هذا النهج التعاضدي بين كافة أطياف الوطن الأسمى على أسس من التعلّق بالمعروف، والبذل، والتكافل، والأخوّة، ما يكرّس مفاهيم الوحدة الوطنية التي يعطف فيها الموسر على المعسر، ويتفقد المقتدر المحتاج، ونحن مع وطننا وقيادته الموفّقة كل يوم في درس أخلاقي وتربوي يرفع من إنسانية الإنسان، ويعزز البنيان، ويحد ويصد الشرور عن بلادنا، فالحسنة القليلة تدفعُ بلاءً كثيراً.