قام وفد رفيع المستوى من وزارة الدفاع السعودية، برئاسة وكيل الوزارة للمشتريات والتسليح إبراهيم السويد، بزيارة رسمية إلى جمهورية المجر بهدف تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين. وشمل الوفد ممثلين عن الهيئة العامة للصناعات العسكرية والهيئة العامة للتطوير الدفاعي، حسبما أعلنت وزارة الدفاع على حسابها الرسمي في تويتر. وتأتي هذه الزيارة في إطار سعي المملكة لتنويع مصادرها الدفاعية وتقوية الشراكات الدولية.
التقى الوفد السعودي بمسؤولين كبار في الحكومة المجرية، بما في ذلك وزير الدفاع كريستوف سالاي بوبروفنيتسكي، ووزير الدولة للتطوير الدفاعي والسياسات الدكتور زولت كوتنياسكي، والرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث الابتكار الدفاعي الدكتور جيرجلي نيميت. كما عقدوا اجتماعًا مع وزير الدولة للتكنولوجيا وصناعة الفضاء والدفاع بوزارة الاقتصاد الوطني الدكتور سابولتش سولنوكي، بالإضافة إلى ممثلين عن شركات الصناعات الدفاعية المجرية.
آفاق جديدة للتعاون الدفاعي والعسكري بين السعودية والمجر
تعتبر هذه الزيارة مؤشرًا قويًا على رغبة كلا البلدين في تطوير العلاقات الثنائية في المجالين الدفاعي والعسكري. وتأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات جيوسياسية متسارعة، مما يزيد من أهمية التعاون الأمني الإقليمي والدولي. وتسعى المملكة العربية السعودية باستمرار إلى تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة التحديات المتزايدة.
مناقشات حول الصناعات العسكرية وتوطين التقنية
ركزت المحادثات بشكل خاص على فرص التعاون في مجالات الصناعات العسكرية والدفاعية، والبحث والتطوير، ونقل وتوطين التقنية. ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع، فإن هذه الجهود تهدف إلى دعم مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير قطاع الدفاع المحلي. الهدف هو بناء قاعدة صناعية دفاعية قوية ومستدامة داخل المملكة.
تطوير القدرات المحلية يعتبر من أهم أهداف رؤية 2030 في قطاع الدفاع، حيث تسعى المملكة إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد وزيادة الإنتاج المحلي للأسلحة والمعدات العسكرية. الشراكات الاستراتيجية مع دول مثل المجر تعتبر ضرورية لتحقيق هذا الهدف، من خلال نقل المعرفة والخبرات وتطوير البنية التحتية.
خلال الاجتماع مع وزير الدولة للتكنولوجيا وصناعة الفضاء والدفاع، عرض ممثلو الشركات المجرية إمكاناتهم في مجالات متنوعة، بما في ذلك تصنيع الطائرات بدون طيار، وأنظمة الرادار، والأسلحة الصغيرة. كما تم استعراض فرص التعاون في مجال التدريب وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة في البلدين.
تركز المناقشات على إيجاد آليات فعالة لنقل التكنولوجيا العسكرية المجرية إلى المملكة العربية السعودية، مع التركيز على تطوير القدرات المحلية في مجالات محددة. ويشمل ذلك إنشاء شراكات بين الشركات السعودية والمجرية، وتدريب المهندسين والفنيين السعوديين في المجر.
ينظر مراقبون إلى هذه الزيارة على أنها خطوة مهمة في سياق جهود المملكة العربية السعودية لتنويع علاقاتها الدفاعية مع دول الاتحاد الأوروبي. وتأتي بعد سلسلة من الزيارات المماثلة إلى دول أخرى في المنطقة، مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا. التعاون العسكري مع المجر قد يفتح الباب أمام فرص أوسع للتعاون مع دول أخرى في أوروبا الشرقية.
ولم يصدر عن الجانب المجري حتى الآن بيان تفصيلي حول نتائج الزيارة والمجالات المحددة التي سيتم التعاون فيها. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الجانبين اتفقا على تشكيل لجان فنية مشتركة لدراسة التفاصيل الفنية والمالية لمشاريع التعاون المقترحة.
من المتوقع أن تبدأ اللجان الفنية المشتركة عملها في الأشهر القادمة، وأن تقدم تقاريرها النهائية إلى حكومتي البلدين في موعد أقصاه نهاية عام 2026. وتعتمد الخطوات التالية على هذه التقارير والاتفاقات التي سيتم التوصل إليها. سيراقب المراقبون عن كثب أي إعلانات مستقبلية بخصوص عقود محتملة أو مشاريع مشتركة في مجال الصناعات العسكرية والدفاعية.













