أظهر جنود الجيش السوري تضامنهم مع قطاع غزة خلال مسير عسكري نظمته وزارة الدفاع في العاصمة دمشق في 8 ديسمبر/كانون الأول 2025، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتغيير السلطة في سوريا. ردد الجنود هتافات داعمة للشعب الفلسطيني، معبرين عن دعمهم في ظل التحديات المستمرة التي تواجهها غزة، مما أثار ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
يأتي هذا التعبير عن الدعم بعد عام من معركة “ردع العدوان” التي بدأت في حلب في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وأدت إلى تغييرات سياسية كبيرة في البلاد. وقد شهدت هذه الأحداث احتفالات في مختلف المحافظات السورية، مع التركيز على التضامن مع القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
التضامن مع غزة: رسالة دعم من الجيش السوري
انتشر مقطع فيديو للجنود السوريين وهم يرفعون شعارات ويهتفون بغزة على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي. أشاد المستخدمون بهذه المبادرة، معتبرين إياها تعبيراً صادقاً عن التقدير لمكانة غزة في قلوب السوريين، ورسالة معنوية قوية للشعب الفلسطيني.
تضمنت الهتافات عبارات مثل “يا غزة حنا معاكي للموت” وأخرى مستوحاة من الشعر الفلسطيني، مثل قصيدة “طالع لك يا عدو طالع” للشاعر محمد حسيب القاضي. هذا الاختيار يعكس الروابط الثقافية والتاريخية العميقة بين الشعبين السوري والفلسطيني، والتأكيد على وحدة المصير.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
أشار مراقبون إلى أن هذه الهتافات تعكس تضامناً شعبياً ورسمياً واسعاً مع القضية الفلسطينية في سوريا. ويأتي هذا التضامن في وقت يواجه فيه قطاع غزة أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية، نتيجة للحصار المستمر والانتهاكات المتكررة، خاصة بعد الحرب الأخيرة.
وبحسب محللين سياسيين، فإن هذه الخطوة تهدف أيضاً إلى تعزيز الموقف السياسي السوري على الساحة الإقليمية، وتأكيد التزام دمشق بدعم الحقوق الفلسطينية. كما أنها تعتبر رسالة واضحة بأن سوريا الجديدة لن تتخلى عن دعمها للقضية الفلسطينية، بل ستعمل على تقويتها وتعزيزها.
أكد نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي أن هذه الهتافات تمثل صوتاً تاريخياً للشام، وتجسد الوحدة بين الشعبين السوري والفلسطيني. وأشاروا إلى أن بلادهم تشترك في نفس الجراح والتحديات، وأن الطريق إلى القدس يجمعهم.
تأتي هذه المظاهرة في سياق التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا، والتي أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد في نهاية عام 2024. وقد أتاح هذا التغيير فرصة جديدة لتعزيز العلاقات مع الدول العربية، وعلى رأسها فلسطين.
بالإضافة إلى غزة، شهدت التعبيرات عن الدعم ذكرى القضية الفلسطينية بشكل عام، وضرورة إيجاد حل عادل وشامل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتعتبر هذه القضية من القضايا المحورية في السياسة العربية، وتحظى باهتمام كبير من قبل الشعب السوري.
تداعيات محتملة
من المتوقع أن تستمر التعبيرات عن الدعم للقضية الفلسطينية في سوريا، وأن تشمل مبادرات أخرى على المستويين الشعبي والرسمي. قد يشمل ذلك تقديم المساعدات الإنسانية لغزة، وتبني مواقف سياسية داعمة في المحافل الدولية.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه سوريا في هذا المجال، بما في ذلك الوضع الاقتصادي الصعب، والضغوط الإقليمية والدولية. من المهم مراقبة كيفية تعامل الحكومة السورية مع هذه التحديات، وكيف ستؤثر على موقفها من القضية الفلسطينية.
في الوقت الحالي، لا يوجد جدول زمني واضح لتقديم المزيد من المبادرات الداعمة لغزة. لكن من المرجح أن يتم الإعلان عن بعض الخطوات في المستقبل القريب، خاصة مع استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع.
من الجدير بالذكر أن هذه التطورات تأتي في ظل جهود إقليمية ودولية متزايدة لإيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ومن المتوقع أن تلعب سوريا دوراً مهماً في هذه الجهود، خاصة بعد التغييرات السياسية التي شهدتها البلاد.













